بيان إلى الرأي العام
حماية المدنيين و صون حياتهم وكرامتهم هدفٌ ينحدر إلى الهاوية كل من يحيد
عنه مهما ادعى و تستر خلف شعاراتٍ سامية.
يوم أمس استشهد خمسة عشر مواطنا و جرح مثلهم في حي الأشرفية بقذائف
النظام الهوجاء العشوائية التي تقصف المدن والأحياء دون مراعاة لحياة
الأطفال و النساء و كبار السن. اليوم و بعد هدنة أعلنها الجيش النظام و
الجيش الحر, تعرض مجددا أبناء شعبنا الكردي إلى القتل العمد؛ لكن هذه
المرة على يد الجيش الحر حيث قامت المجموعات المسلحة التابعة للجيش الحر
باقتحام الطريق الفاصل بين حيي الأشرفية والشيخ مقصود وإطلاق الرصاص الحي
على الجماهير التي احتشدت عند حاجز لجان الحماية المدنية بجانب معمل
الإسفلت الفاصل بين الحيين؛ للبدء بالتظاهر نحو حي الأشرفية و إقناع
العناصر المسلحة بمغادرة المناطق السكنية في الحي. وقد أدى إطلاق النار
على المتظاهرين العزل إلى جرح و استشهاد ستة مواطنين كرد.
أحداث الأمس و اليوم تحمل في طياتها الكثير من الرسائل التي كنا نتغاضى
عنها و نفسرها على إنها نوايا حسنة, لا بل كان لنا كشعب و كحركة دوراً في
خلاص مجموعات معارضة مسلحة في تلك الأحياء و غيرها من المناطق, كما إن
تلك الأحياء التي تستهدفها هذه المجموعات المسلحة تحتضن قرابة ثلاثة آلاف
لاجئ من الإخوة العرب و التركمان فروا من الأحياء الحلبية المدمرة.  فهل
الهدف مما حدث هو تخير الشعب الكردي كما يفعل النظام مع الشعب السوري إما
معي أو ضدي, و وضعه بين ناريين.
لقد اخترنا منذ البداية طريق مستقل و لن نكون طرفا في حربٍ لا تحمل إلا
المآسي و الدمار لبلدنا و تزرع الحقد و الضغينة بين أبنائه, و استهداف حي
الأشرفية من قبل جيشي النظام و المعارضة ليس إلا جزءً من تلك الحالة
السوداوية التي تعيشها البلاد, لان الصراع لم يعد من اجل حرية و كرامة
الشعب السوري إنما الصراع على سورية و لمصالح القوى الدولية و أتباعها,
لان ما يعانيه الشعب السوري من تشريد و هدر للكرامة مسؤولية تقع على عاتق
كل من لا يعمل على حفظ كرامة هذا الشعب, و يبحث عن مخرجٍ للازمة.
إننا في حزب الاتحاد الديمقراطي ندين ونحذر قيام المجموعات المسلحة
باستهداف أبناء شعبنا من المدنين العزل, و نؤكد التزامنا بمبدأ الدفاع
المشروع عن النفس لحماية شعبنا؛ واستقلال نهجنا وسياستنا رغم كل
المحاولات التي تسعى لجرنا إلى أتون الحرب الدائر.
الرحمة للشهداء و الشفاء للجرحى.
اللجنة التنفيذية في حزب الاتحاد الديمقراطي – PYD
26\10\2012