ب ي د :في الذكرى التاسعة نحن أكثر عزماً وعزيمة لنيل حقوقنا المشروعة
الخميس 20 أيلول / سبتمبر 2012, 13:17
كورداونلاين
نعاهد شعبنا مرة أخرى على أن نبقى ملتزمين بذكرى شهدائنا وبنهج وفلسفة القائد آبو في نضالنا إلى أن تصبح حقوق شعبنا العادلة المشروعة واقعاً معاشاً ملموساً في غرب كردستان وسوريا من خلال الإدارة الذاتية الديمقراطية،
تمر علينا هذه الأيام الذكرى التاسعة لتأسيس حزبنا PYD، وبذلك نكون قد أكملنا تسعُ سنواتٍ من النضال المرير والمقاومة المشرفة على طريق تحقيق الحقوق المشروعة لشعبنا الكردي خاصة والشعب السوري بشكل عام. لقد كانت سنينا مليئة بالمقاومة الأصيلة التي بات يفتخر بها كل وطني، فمع تأسيس الحزب في 20/9/2003 بدأت الحملات المسعورة لأجهزة مخابرات النظام على المنتمين والمتعاطفين مع حزبنا وما هي إلا أشهر قليلة حتى بدأ سرهلدان قامشلو و تتالت المراحل، وتعرّض الآلاف من أعضائنا ومؤيدينا لكافة أشكال التعذيب والتنكيل في أقبية مخابرات النظام، فناهيك عن الشهداء والجرحى من أبناء شعبنا اختفت عضو الحزب نازلي كجل في تلك الأقبية ولا نعلم شيئاً عن مصيرها إلى الآن, كذلك استشهاد عضو مجلس الحزب بافي جودي على يد الأمن العسكري في الحسكة. وتواصل النضال والمقاومة إلى يومنا الراهن، فكان استشهاد الرفيقة شيلان ورفاقها الأربعة، واستشهاد الأستاذ عثمان سليمان والوطنيين الآخرين عام 2008 و نوروز الرقة.
إنه تاريخٌ مشرف للشعب الكردي في غرب كردستان؛ ويجسد نضال ومقاومة PYD الذي استمر بأشكال مختلفة سواء في أعياد نوروز أو المناسبات الوطنية، فعندما أعتقد الكثير أن نوروز مناسبة للترفيه والتنزه جعلناه مناسبة لتصعيد النضال، ولم تمر أية مناسبة وطنية إلا وتعرض العشرات بل والمئات من أعضائنا ومناصرينا للاعتقال والتنكيل، مما زرع روح المقاومة باستمرار لدى أعضائنا ومؤيدينا. ومن جانب اخر تواصلت الأنشطة التدريبية للأعضاء وللجماهير على شكل ندوات جماهيرية كانت مناسبة للنقد والنقد الذاتي لدى الجماهير، انطلاقاً من مبدأ أن الحزب الذي لا يتفاعل مع الجماهير ولا يقبل بنقده لا يمكنه أن يكون طليعة له. ولهذا كان لحزبنا شرف بناء منظومة تضم كل شرائح المجتمع باسم حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM على طريق بناء المجتمع الديمقراطي في الإدارة الذاتية الديمقراطية، وبقي حزبنا ممثلاً سياسياً لهذه المنظومة، وشكل هذا الإنجاز سابقة في عموم الشرق الأوسط.
مع اندلاع ثورة الكرامة والديمقراطية في سوريا، اعتبر حزبنا هذه الثورة استمراراً للثورة الكردية التي بدأت بسرهلدان قامشلو وبقيت مستمرة من خلال مقاومة الحزب على مدى سنوات في وجه نظام الاستبداد والقمع، ولهذا دخلنا في البحث عن حلفاء استراتيجيين للشعب الكردي، وبذلك أصبح حزبنا من مؤسسي هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، ورؤيتنا كانت الاستمرار في الثورة بشكل ديمقراطي مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس، والعمل على تنظيم الجماهير لإيماننا بأنه من دون التنظيم لا يمكن التحدث عن النصر في نضال الحرية. وهكذا استمرينا في الثورة كجزء منها ولكن بلوننا وصوتنا الكردي، واستطعنا حماية شعبنا من الانزلاق إلى مستنقع الاقتتال الأعمى الذي تشهده المناطق الأخرى في عموم سوريا. وخلال هذا المسار لم ينقطع تواصلنا وحوارنا مع كافة الأطراف التي استطعنا الوصول إليها سواء على الصعيد العربي أو على الصعيد العالمي كالإتحاد الأوروبي وروسيا والصين واليابان، للتعريف بعدالة قضيتنا أولاً، والبحث عن سبل حل الأزمة السورية والقضية الكردية في غرب كردستان وسوريا ثانياً.
على الصعيد الكردي بقينا في تواصل مستمر مع كل الأطراف والأحزاب الكردية بهدف التنسيق أولاً والبحث عن أطر لتوحيد الطاقات الكردية لخدمة القضية الكردية ثانياً. إلى أن أسفرت هذه الجهود عن تأسيس الهيئة الكردية العليا التي باتت مصدر القرار في الشأن الكردي في غرب كردستان وسوريا. وبذلك بدأت مرحلة جديدة على صعيد النضال من أجل حل القضية الكردية في سوريا، كما استمر التواصل مع القوى الشقيقة الكردية في الأجزاء الأخرى من كردستان، ضمن الاستراتيجية العامة للشعب الكردي والعمل على توحيد الرؤية الكردية والتنسيق ضمن إطارٍ كردستانيٍ عام في مؤتمرٍ وطنيٍ يضم كافة القوى الكردستانية.
خلال مسيرتنا النضالية على مدى تسعِ سنوات حاولنا التقدم دائماً بخطى راسخة ملتزمين بعهدنا مع شهدائنا الأبرار, ووفاء لذكراهم التي أنارت سبيلنا في النضال. وذخيرتنا في هذا النضال كانت تجارب الآباء والأجداد الذين ضحوا بحياتهم وكانت سيرتهم ونضالهم معيناً لنستفيد من أخطائهم و لتجنبها و نستفيد من نواحيهم الإيجابية في ثوراتهم، وكذلك فلسفة ورؤى القائد آبو التي منحتنا الإمكانية والقدرة على تحليل الراهن والمستقبل، وبذلك استطعنا تحليل الأوضاع والتوصل إلى رؤية صائبة بشأن المستقبل، وعلى ضوء ذلك نعتقد أننا لم نرتكب أي خطأ استراتيجي، بل الأطراف التي ناهضتنا سابقاً باتت تعترف بصحة ما قمنا به على صعيد القضية الكردية، حتى ولو جاء الاعتراف متأخراً.
بمناسبة الذكرى التاسعة لتأسيس حزبنا نعاهد شعبنا مرة أخرى على أن نبقى ملتزمين بذكرى شهدائنا وبنهج وفلسفة القائد آبو في نضالنا إلى أن تصبح حقوق شعبنا العادلة المشروعة واقعاً معاشاً ملموساً في غرب كردستان وسوريا من خلال الإدارة الذاتية الديمقراطية، في هذه المرحلة التاريخية الحساسة التي تشهد فيها البلاد ربيعاً للشعوب وثورة ضد الديكتاتورية وسياسات إنكار الوجود، كما نعاهده على بذل كل ما نستطيع من أجل ترسيخ أخوة الشعوب والسلام والديمقراطية في الشرق الأوسط على طريق تأسيس كونفيدرالية الشرق الأوسط الديمقراطي. ولن ندخر جهداً أو تضحية على هذا الطريق.
- لنجعل من العام العاشر من عمر حزبنا عاماً مليئاً بالنضال والانتصارات.
- التزامنا بذكرى شهدائنا ونهج القائد آبو ضمانة النصر وتحقيق حرية شعبنا.