معركة حلب مستمرة، الجيش النظامي يواصل قصفه والمعارضة تطالب بتزويدها بالسلاح
الإثنين 30 تمّوز / يوليو 2012, 13:37
كورداونلاين
معارك عنيفة بين الجيش النظامي ومقاتلي الجيش الحر الذين يسيطرون على بعض أحيائها، ويطالبون منذ بدء المواجهات "الدول الشقيقة" بتزويدهم بالسلاح حتى لا يخسروا "معركة حلب" ضد بشار الأسد.
اكد الجيش السوري انه تمكن من السيطرة على جزء من حي صلاح الدين في حلب احد معاقل المعارضة المسلحة التي نفت هذا النبأ في اليوم الثالث من معركة حاسمة للسيطرة على هذه المدينة التي تعد الرئة الاقتصادية للبلاد.
وفي مواجهة هذا التصعيد، صرح وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس ان فرنسا التي ستتولى رئاسة مجلس الامن الدولي في آب/اغسطس، ستطلب قبل نهاية الاسبوع الجاري اجتماعا عاجلا لهذه الهيئة على مستوى وزراء الخارجية.
وقال مصدر امني في دمشق ان "الجيش سيطر على جزء من حي صلاح الدين ويواصل هجومه".
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي، نفى رئيس المجلس العسكري في حلب التابع للجيش السوري الحر عبد الجبار العكيدي ان تكون القوات النظامية تقدمت "مترا واحدا".
وقال هذا العقيد المنشق عن الجيش السوري "صدينا محاولة ثالثة للتقدم في اتجاه صلاح الدين الليلة الماضية، ودمرنا لهم اربع دبابات"، مشيرا ايضا الى وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجنود.
وقال انهم "يقصفون الحي بالحوامات وطائرات الميغ"، مؤكدا ان حلب "ستكون بالنسبة اليهم ام الهزائم، لا ام المعارك".
وقال العكيدي ان الجيش الحر يسيطر على "حوالى 35 الى اربعين في المئة" من مدينة حلب، ثاني اكبر مدينة في البلاد.
من جهة اخرى، استولى الجيش السوري الحر صباح اليوم الاثنين بعد عشر ساعات من القتال، على نقطة استراتيجية شمال غرب مدينة حلب تسمح لهم بربط المدينة بالحدود التركية، كما افاد صحافي في وكالة فرانس برس في المكان.
وقال العميد فرزات عبد الناصر وهو ضابط انشق عن الجيش قبل شهر، "تمكنا عند الساعة الخامسة (2,00 تغ) من الاستيلاء على حاجز عندان على بعد خمسة كيلومترات شمال غرب حلب، بعد عشر ساعات من المعارك".
وكانت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ذكرت امس ان القوات المسلحة "طهرت حي صلاح الدين في حلب من فلول المجموعات الارهابية المسلحة التي روعت المواطنين".
ويتعذر معرفة الوضع الميداني على الفور نظرا للمعارك التي تحد من تحركات الصحافيين.
ومنذ بداية هجوم الجيش لاستعادة السيطرة على حلب التي تبعد 335 كلم شمال دمشق، يؤكد المعارضون المسلحون انهم يقاومون هجمات الجيش على مواقعهم ويدعون الدول "الصديقة" الى مدهم بالسلاح لدحر القوات النظامية التي تستخدم الاسلحة الثقيلة والطيران ضدهم.
وقال محللون عدة ان السيطرة على المدينة تعد رهانا حاسما في النزاع الذي بدأ قبل 16 شهرا بحركة احتجاجية تعسكرت في مواجهة القمع الذي مارسه النظام في اطار سعيه لخنقها.
واكد ناشطون على الارض والمرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات السورية تقصف بالمدفعية الثقيلة والمروحيات معاقل للمعارضة المسحلة بينها احياء صلاح الدين والصاخور والزهراء.
وقال المرصد ان "حي صلاح الدين يتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في احياء صلاح الدين والاذاعة والاعظمية".
وكان المرصد ذكر ان "الجنود طوقوا عدة مواقع يسيطر عليها الثوار" لعزلهم ومنعهم من الحصول على تعزيزات.
وكانت جبهة حلب فتحت في 20 تموز/يوليو. وشن الجيش هجومه السبت بعد وصول تعزيزات عسكرية الى المدينة.
وقالت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس ان عمليات القصف في المدينة التي تضم 2,5 مليون نسمة، ومحيطها ادت الى نزوح حوالى مئتي الف شخص، داعيا الى السماح لمنظمات الاغاثة بدخول حلب "بامان".
واكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارة الى ايران انه "بلا شك سيتم القضاء" على المعارضة المسحلة مؤكدا ان "الشعب السوري يقاتل الى جانب الجيش" ضد المسلحين المعارضين.
واتهم المعلم "قطر والسعودية وتركيا والدول الاجنبية عن المنطقة بمنع انتهاء المواجهات".
واعتبر وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الاحد ان النظام السوري "يحفر قبره بيده" عبر شن هجوم على مدينة حلب وممارسة "عنف اعمى" بحق السكان.
واخيرا،اتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام السوري بشن "حرب ابادة" على بلدة معضمية الشام قرب دمشق عبر قصفها وحصارها، معلنا اياها "مدينة منكوبة".
من جهته، بدأ رئيس المجلس عبد الباسط سيدا مساء الاحد زيارة لاربيل عاصمة اقليم كردستان العراق تهدف الى اقناع قيادات كردية سورية بالانضمام للمجلس المعارض، بحسب ما اكد قيادي كردي سوري.
وكان سيدا دعا السبت الدول "الصديقة والشقيقة" الى تسليح المعارضين السوريين، مشددا على وجوب محاكمة الرئيس بشار الاسد لارتكابه "مجازر" بحق السوريين
وكالات ا ف ب.