بدعم من منظمة جوجل ومنظمة مراسلون بلا حدود، منحت جائزة المواطن "الانترنتي" اليوم الاثنين للجان التنسيق المحلية عن دورها في الربيع العربي واستخدام تقنيات الانترنت لنشر الأخبار وإيصالها للعالم.
بدعم من منظمة جوجل ومنظمة مراسلون بلا حدود، منحت جائزة المواطن
"الانترنتي" اليوم الاثنين للجان التنسيق المحلية عن دورها في الربيع العربي
واستخدام تقنيات الانترنت لنشر الأخبار وإيصالها للعالم.
وكانت الجائزة قد منحت العام الماضي لأعضاء المدونة التونسية المستقلة
"نواة". وهذا العام ترشح للجائزة كل من الحصفي ليوناردو ساكامونتو من البرازيل،
أهالي قرية ووكان في الصين، المدون المصري مايكل سند، جريجوري ميلكونياتنتس وفريق
"جولوز" من روسيا، باولوز لو فانسون وهو مدون من الفيتنام، والمكتب الاعلامي
للجان التنسيق المحلية في سوريا.
وقد أثنت منظمة مراسلون بلا حدود على جميع النشطاء السوريين الذين يقومون
بمخاطرة عظيمة لتوثيق الأحداث في سوريا.
وحضرت عن اللجان السيدة علا البرازي "ياسمين" منسقة المكتب
الاعلامي للجان التنسيق، حيث ألقت كلمة باسم المكتب الاعلامي شكرت فيها ممثلي اللجان
في جميع المدن وفريق العمل وفريق الترجمة وجميع النشطاء السوريين على الأرض الذين يخاطرون
بحياتهم من أجل تسجيل ونقل المعلومة للعالم.
لجان التنسيق بدورها تشكر المنظمات الراعية لهذه الجائزة والسيدة علا
البزاري منسقة المكتب الإعلامي وجميع أعضاء المكتب وفريق الترجمة، وأعضاء لجان التنسيق
المحلية في الداخل والمهجر، وتهدي هذه الجائزة إلى جميع السوريين الثائرين من أجل حريتهم
وكرامتهم
https://www.facebook.com/LCCSy
خطاب منسق المكتب الاعلامي للجان التنسيق المحلية ياسمين (علا البرازي)
في حفل استلام الجائزة
أود أن أبدأ بتذكر الأرواح الشجاعة التي ضحت من أجل الهدف الوحيد والأعظم
الذي لازلنا نناضل من أجله منذ اكثر من أربعة عقود: سوريا حرة.
أتشرف بالوقوف هنا في مثل هذا البلد العظيم الذي قتل اثنين من مراسليه
في بلدنا الحبيب سوريا، في محاولة لجعل العالم يطلع على حقيقة ما يحصل على الأرض، وليثبت
للعالم أجمع أن النظام ليس سوى مجرم وقاتل.
دعوني ألفت عنايتكم إلى أننا لم يكن من الممكن أن نجعل العالم يستمع إلى
بكاء الأم التي فقدت طفلها، زوجها والدها أو شخص آخر من أحبتها، من غير ممثلي لجاننا
المنتشرة في مدن مختلفة من سوريا الحبيبة.
ولا أستطيع أن أنسى فريق الترجمة في لجان التنسيق، الذي يعمل على مدار
الساعة من مناطق مختلفة ليجعل أصواتنا تسمع في غير مكان. أعضاء هذا الفريق يكرسون وقتهم
لتأمين تغطية دقيقة وعلى مدار الساعة للأخبار.
لجان التنسيق المحلية وبالإضافة إلى العمل الإعلامي، لديها مكتبها الإغاثي،
الذي يعمل جاهدا لجمع التبرعات لمساعدة العائلات السورية والنشطاء، ونشر تقرير شهري
بما تلقيناه وما أنفقناه وأين أنفقناه.
نقوم بأفضل ما نستطيعه لدعم العائلات التي لديها أطفال، أو العائلات التي
فقدت معيلها. ولا نهتم فقط بالغذاء والمصاريف المعيشية، بل نحاول تقديم ما نستطيع من
دعم نفسي وعاطفي. فريقنا الإغاثي يعمل بلا كلل من أجل أن تبقى حملة الإغاثة نشطة، وأن
يبقى المتبرعون على علم بتفاصيل عملنا الإغاثي وأن يحصل على المساعدات الأشخاص الأكثر
حاجة.
ولأجل أبطالنا الذين ضحو بحياتهم، يقوم فريق لجان التنسيق بالتعاون مع
مركز توثيق انتهاكات حقوق الانسان في سوريا، بتوثيق أسماء الشهداء وجميع التفاصيل الأخرى
التي تساعد على إبقاء ذكراهم حية.
التزام فريقنا لضمان توثيق دقيق في قضايا الشهداء أمر جدير بالثناء، وهو
من بين الاسباب التي جعلت لجان التنسيق من بين اكثر المصادر اعتمادا للمعلومات حول
مايجري في سوريا.
ما نحتاجه اليوم هو ان يقف العالم ويطالب الاسد بالتنحي ووقف العنف فورا،
نحن لا نطالب بالمستحيل، فقط نطلب ونحلم بالحرية.
عام 1982، ارتكب حافظ الاسد مجزرة في حماه وقتل 45 ألف شخص من الابرياء،
بينهم اثنين من اعمامي،قتلا تحت التعذيب. وقتها لم يكن لدينا انترنت او سكايب او فيس
بوك للتواصل مع العالم الخارجي واخبارهم عما يعاني ضحايا النظام.
عزل نظام الاسد مدينة كاملة عن العالم الخارجي وقتل الآلاف مع الافلات من العقاب.
بعد سنوات، كان الناجون من تلك المجازر لايزالون يجدون أشلاء القتلى بأماكن
متفرقة، في حدائق عامة ومناطق سكنية. اليوم لدينا الانترنت وادوات الاعلام الاجتماعي.
وتلك نوافذنا تجاه بقية العالم ليشهد ما يحصل في سوريا يوميا.
لكن الرجاء الانتباه إلى أن الحصول على الانترنت امر بالغ الصعوبة بالنسبة
لكثير من السوريين. نظام الاسد يقطع الكهرباء والاتصالات بشكل مستمر لأيام عديدة. من
خلال التكنولوجيا والابداع الشخصي يتمكن نشطاؤونا من تمرير الأخبار متحملين في ذلك
أخطارا هائلة.
اكتسب النشطاء السوريون احترام العالم اجمع من خلال مثابرتهم وابداعهم.
وما ادهش الجميع ان ثورتنا استمرت لوقت طويل سلمية الطابع، ونحن نلمس نجاحا متصاعدا
في حراك العصيان السلمي في سوريا، مع اعداد
متزايدة من المظاهرات، ومواقع التظاهر، والنشاطات اللاعنفية. هذا كله رغم القمع الوحشي
المتصاعد والدعوات المتصاعدة للعسكرة.
وهناك تخطيط لتطبيق تكتيكات جديدة في حراك العصيان المدني في الايام القادمة،
وبالطبع، فان توفر التقنيات الاآنة هو امر بالغ الاهمية لتنفيذ ذلك.
مايحتاجه السوريون اليوم هو الدعم، نحتاج لان نستمر في إطلاع العالم عما
يحصل. أصبح الوضع في سوريا مؤخرا يقارن بالبوسنة ورواندا في الماضي. نحن كمواطنين مسؤولين
في هذا العالم لا يمكن ان نسمح لسوريا بان تصبح رواندا جديدة، او بوسنة جديدة، لذلك
رجاء، ساعدونا لنحافظ على الزخم. ساعدونا لإبقاء جرائم الاسد على الصفحات الاولى للصحف
وفي مقدمة الاخبار.
لا تكونوا سببا رجاء، في قتل المزيد مننا بالصمت، افعلوا ما بوسعكم لجعل
العالم يعلم ما يحصل على الارض في سوريا، هذا بحد ذاته دعم كبير للثورة السورية.