أعلن تكتل سوري معارض عن مقاطعته لمؤتمر أصدقاء سورية الذي سيُعقد في العاصمة التونسية اليوم (الجمعة) مبررا ذلك بأنه لاحظ في كواليس المؤتمر وخلال التحضيرات له توجهاً خطيراً لسحب المبادرة العربية وفتح المجال دولياً لفكرة التدخل العسكري الخارجي

وقال عضو في المكتب التنفيذي للهيئة في دمشق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "لقد استلمنا ملاحظات وقرارت وفدنا لتونس، واطلع المكتب التنفيذي على الرسالة ولم يوافق بعد عليها بشكل نهائي"، وأضاف "بشكل أولي هو قرار صائب، لأن الهيئة لا تريد أن تدخل في لعبة التدخل العسكري في شؤون سورية بطرق التفافية وتحت شعارات غامض" على حد تعبيره

وأعلن وفد هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة إلى تونس عزمه مقاطعة المشاركة في مؤتمر أصدقاء سورية، مؤكّدا أنه شارك في المؤتمر انطلاقاً من مبدأ حسن النية، وأشار إلى أنه طالما أكد المسؤولون التونسيون الذين تستضيف بلدهم المؤتمر "رفضهم للتدخل العسكري الأجنبي في سورية ورفض الطائفية والعنف من أي جهة كان، والحرص على وحدة الأراضي السورية، والتمسك بوحدة النضال الديمقراطي عبر السعي لتوحيد جهود المعارضة السورية.. والتأكيد على خطة العمل العربي باعتبارها القاسم المشترك الأعلى للحراك الشعبي والتعبيرات السياسية والمدنية" في سورية

وتابع الوفد "رغم تطمينات الرئيس التونسي بأن التعامل مع أطراف المعارضة سيتم دون أي تفضيل أو تمييز، وأن لا اعتراف بأحدها على حساب المجموع، وأن التدخل العسكري الأجنبي خط أحمر، وأن العسكرة المتصاعدة تشكل خطراً فعلياً على السلم الأهلي ونجاح الثورة السلمية"، ورغم كل ذلك يتابع الوفد "تحركت مجموعة دول مغلقة لرسم مؤتمر بأهداف محددة وتصورات مسبقة الصنع في أروقة مجموعة مغلقة من أحد عشر بلداً عربي وغربي. الأمر الذي كان من أسباب عكوف دول كبرى عن الحضور"، وأضاف "ثم لاحظنا توجها أكبر وأخطر نحو سحب المبادرة من الجامعة العربية باسم إنقاذ خطة العمل العربية، وتحديد من يمثل الشعب السوري، وترك قضية التسلح عائمة وفتح المجال، للتطبيع الدولي مع فكرة التدخل العسكري" الخارجي

وأكّد "في هذا تعارض صريح مع مصالح الشعب السوري وثورته وحدود سورية ووحدتها"، وقال "لقد أقرت الدول الإحدى عشر البيان الختامي للمؤتمر في لندن بإقرار ما طالب به الجناح الأقل عقلانية والأكثر تعصباً وتحزباً في مواضيع تشكل خطراً على الوحدة النضالية السورية، وتعزز قدرات وأسلحة السلطة الدكتاتورية، عوضا أن تكون سنداً للشعب السوري وثورته"، ولهذا فقد وجد الوفد فيما أحاط بترتيبات المؤتمر وأوراقه ودور بعض الدول "ما يسمح له بوضع مشاركته في المؤتمر موضع تساؤل كبير وأن يقرر الامتناع عن المشاركة في المؤتمر"، علماً أنه من المتوقع أن يكون هناك مؤتمر ثان لأصدقاء سورية في تركيا خلال شهر

(آكي)