زعماء المعارضة في الاقليم شبه المستقل ومنتقدي الحكومة يقولون ان وجود القوات الامريكية سيحول دون العودة تدريجيا الى الماضي الشمولي
بعد اكثر من ثماني سنوات من الغزو الامريكي
يتجادل العراقيون بشأن ما اذا كان يجب عليهم أن يطلبوا من القوات الامريكية البقاء
في بلادهم بعد حلول موعد انسحابها المزمع وهي قضية حساسة تمثل اختبارا لحكومة
اقتسام السلطة الهشة.
ويعد اقليم
كردستان العراق من النقاط الساخنة المحتمل أن تثير توترات في العراق بين الاكراد
والتركمان والعرب.
لكن زعماء
المعارضة في الاقليم شبه المستقل ومنتقدي الحكومة يقولون ان وجود القوات الامريكية
سيحول دون العودة تدريجيا الى الماضي الشمولي. وأرسل الحزبان الحاكمان للاقليم قوات في
ابريل نيسان لاخماد احتجاجات تطالب بالتغيير السياسي وبمزيد من الحرية الديمقراطية.
وقال اسوس
هاردي مدير صحيفة اوينه المستقلة في كردستان "انسحاب القوات الامريكية لن
يجلب الا كارثة... هناك خطر الحرب الاهلية وهناك خطر عودة بعض القوى الى الماضي."
ومن المقرر
أن تنسحب القوات الامريكية المتبقية في العراق وقوامها الان 47 الف فرد بحلول
نهاية العام الحالي بموجب اتفاق أمني ثنائي بين واشنطن وبغداد. ويقول مسؤولون
أمريكيون ان على الحكومة العراقية الاسراع بالطلب اذا كانت تريد بقاء القوات.
وتراجع العنف
بشدة بعد ذروة الصراع الطائفي في عامي 2006 و2007 . ويقول العراق ان القوات المحلية قادرة على
احتواء تمرد للاسلاميين المتشددين السنة والميليشيات الشيعية لكنها تعترف بوجود
ثغرات في قدراتها.
لكن التوترات
شديدة على امتداد "الخط الاخضر" بين اقليم كردستان وباقي انحاء العراق
حيث أقامت القوات الامريكية نقاط تفتيش مشتركة مع جنود عرب من الجيش العراقي
وأفراد من قوات البشمركة الكردية في محاولة لبناء الثقة.
وكانت قوات
البشمركة تشتبك مع الجيش العراقي من قبل لكن هذا توقف بعد تدخل القوات الامريكية.
وقال
نيجيرفان برزاني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الشريك في حكم الاقليم
لصحيفة الشرق الاوسط التي تصدر في لندن ان هذه المسألة تتعلق بمستقبل العراق.
ويرتبط
الاكراد بعلاقات خاصة مع الولايات المتحدة منذ فرضت واشنطن ودول غربية أخرى عام
1991 منطقة حظر جوي فوق الاقليم لحمايتهم بعد حملة الابادة الجماعية التي قام بها
الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ضد هذه الاقلية في الثمانينات.
ومنذ ذلك
الحين تمتع الاكراد باستقلالية فعلية تعززت حين تمت الاطاحة بصدام في الغزو الامريكي
للعراق عام 2003 مما أتاح لهم نصيبا اكبر من الثروة النفطية للبلاد في الشمال.
وبالمقارنة
باجزاء العراق الاخرى فان اربيل عاصمة كردستان بها عدد اكبر من مراكز التسوق
المقامة على الطراز الامريكي ومطاعم الوجبات السريعة وفنادق الخمسة نجوم لان
المنطقة تتمتع باستقرار اقتصادي اكثر من باقي أنحاء البلاد.
ويقول زعماء
أكراد انهم سيخسرون الكثير ان رحلت القوات الامريكية دون تحديد وضع اقليم كردستان
داخل العراق بوضوح.
وقال جوست
هيلترمان من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات في بروكسل "طالما لا يوجد حل سياسي وهو ما لن يحدث قريبا
فان هذه التوترات قد تتصاعد بسهولة الى صراع خطير. أعتقد أن من الافضل أن يبقى
الجيش الامريكي لكنه لن يبقى."
وداخل
كردستان يقول زعماء المعارضة ان استمرار الوجود الامريكي سيوقف ما يعتبرونه توجها
شموليا متزايدا من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود البرزاني رئيس
الاقليم وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وهو حزب الرئيس العراقي جلال الطالباني.
وفي ابريل
أرسلت الحكومة الكردية قوات لاخماد احتجاجات امتدت لشهرين ودعت الى مزيد من
الديمقراطية. وقتل عشرة أشخاص على الاقل في الاحتجاجات. وانتقدت جماعات معنية بالدفاع عن حقوق
الانسان السلطات الكردية لاستخدامها القوة المفرطة ضد المحتجين.
وقال شورش
حاجي القيادي الكبير في حزب جوران وهو حزب المعارضة الرئيسي في كردستان "الى
أن تصبح قوات الامن الكردية اكثر مؤسسية وتديرها الحكومة الكردية وليس الاحزاب
السياسية سيظل دائما احتمال استعانة الحزبين الحاكمين بهذه القوات ضد خصومهما
قائما."
وأضاف
"اقامة قاعدة عسكرية أمريكية سيكون مفيدا لمستقبل كردستان وحمايتها من القوى
الخارجية" في اشارة الى ايران وتركيا الجارتين اللتين قصفتا الحدود الكردية
فيما مضى لاستهداف المتمردين الاكراد.
وقال ابو بكر
علي عضو حزب الاتحاد الاسلامي الكردستاني وهو اكثر الاحزاب الاسلامية شعبية
بالاقليم ان الايديولوجية الاسلامية لم تمنع حزبه من اقامة علاقات سياسية مع
الحكومة الامريكية. وأضاف أن واشنطن حليف مهم.
اما بالنسبة
لاخرين مثل هاردي وهو كاتب كردي كبير أسس صحيفتين مستقلتين في كردستان فان وجود
القوات الامريكية يضمن قدرا من الحرية.
ويقول
"على الرغم من وجود الامريكيين فان حرياتنا مقيدة... تخيل ماذا سيحدث اذا
رحلوا."
من نامو عبد
الله
رويترز