سيادة الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية المحترم
تحية احترام وتقدير ...
يسر أعضاء وفد أحزاب الحركة الوطنية الكردية السورية، أن يتقدموا إلى سيادتكم بأسمى آيات الحب والتقدير، متمنين لمقامكم النجاح والتوفيق لما فيه خير ومصلحة الشعب وأمن الوطن واستقرار وتقدمه .
سيادة الرئيس:
لا يخفى على سيادتكم أن المواطنين الكرد يشكلون جزءاً هاماً من الشعب السوري ومن نسيج هذا الوطن ، إنهم يشكلون القومية الثانية في البلاد من حيث العدد ، وإنهم من سكان هذه البلاد قبل أن تتشكل الدولة السورية الحديثة . وسبق لسيادتكم أن أكدتم على هذه الحقيقة لفضائية الجزيرة عندما ذكرتم (بأن المواطنين الكرد والقومية الكردية هو جزء أصيل من النسيج الوطني السوري ومن تاريخ سوريا).
إن المواطنين الكرد الذين يجمعهم مصير مشترك مع أبناء هذا الوطن كان ولاؤهم ولا يزال لسوريا ، التي استرخصوا الدماء في سبيل الدفاع عنها ، سواء في المعارك التي خاضها الشعب السوري ضد الاستعمار الفرنسي أو معارك الدفاع عن أرض الوطن وسيادته ، واستمراراً لهذه المواقف النبيلة للشعب الكردي ، كان منطلق الحركة الوطنية الكردية السورية دوماً الحفاظ على الوحدة الوطنية والوقوف بحزم ضد التهديدات الخارجية وكل من يحاول المس بأمن الوطن واستقراره.
سيادة الرئيس:
رغم هذه المواقف الوطنية المشرفة ، تعرض الشعب الكردي لسياسات ومشاريع قائمة على أساس التفرقة والتمييز بين المواطنين ، ومن المؤسف القول بأن هذه السياسة ازدادت شدة بحيث باتت تشمل كافة مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والخدمية ، فالإحصاء الاستثنائي الجائر لعام 1962م جرد عشرات الألوف من المواطنين الكرد من جنسيتهم السورية بصورة تعسفية ، ونتيجة للزيادة الطبيعية للسكان يبلغ عددهم اليوم قرابة ثلاثمائة ألف ، وتسبب مشروع الحزام العربي في حرمان آلاف العوائل الفلاحية من الأرض التي كانت مورد رزقها الوحيد ، أما المرسوم التشري
 عي رقم /49/ تاريخ 10/9/2008م فقد تسبب في خلق صعوبات جمة أثرت تأثيراً كبيراً على مجمل حياة المواطنين في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، ناهيكم عن المشاكل والنزاعات القانونية التي خلقتها في مناطق الحدود الشمالية عامةً وفي محافظة الحسكة خاصةً ، كون المحافظة مشمولة بكاملها بهذا المرسوم، في حين يحدد المرسوم عمق المناطق الحدودية في محافظات حلب والرقة وإدلب واللاذقية بـ(25) كم. إن تطبيق هذا المرسوم أدى إلى أحداث شلل شبه تام في النشاط الاقتصادي وإلى ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل ، وتدهور الوضع المعاشي لأبناء هذه المناطق التي تعتمد بال
 درجة الأساسية على الزراعة ، والنشاط الاقتصادي ذو الطابع العقاري ، الأمر الذي تسبب في خلق المزيد من حالات الفقر والهجرة القسرية وعدم الاستقرار والمزيد من المشاكل الاجتماعية والقانونية التي تسببت في عرقلة مصالح المواطنين وضياع حقوقهم ، وفي إلحاق الضرر بالاقتصادي الوطني.
سيادة الرئيس:
مما سبق وانطلاقاً من الحرص على وحدة الصف الوطني وتعزيز جبهتنا الداخلية في وجه التحديات الخارجية التي تواجه وطننا سوريا ، فإن وفد أحزاب الحركة الوطنية الكردية يسره أن ينقل لسيادتكم محبة الكرد السوريين ، وكذلك يلتمس من سيادتكم النظر إلى مطالبنا والاستماع إلى رؤيتنا لإنقاذ وطننا وشعبنا من الأوضاع الصعبة التي يمر بها الآن ووفقاً للأتي:
 في الجانب الوطني:
1- إلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية والمحاكم الاستثنائية ، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، وإغلاق ملف الاعتقال السياسي ، وإفساح المجال لعودة كل المنفيين والملاحقين سياسياً.
2- إطلاق الحريات العامة ولا سيما حرية التنظيم السياسي والنقابي وحرية الرأي والكلمة وحرية الصحافة والنشر وحرية التظاهر والاحتجاج والإضراب، وإصدار قانون عصري للأحزاب والجمعيات ينظم الحياة السياسية في البلاد ، ويعبر بشكلً صحيح عن التعددية السياسية والقومية والفكرية والاجتماعية ، وقانون جديد للأعلام والمطبوعات .
3- إلغاء المادة الثامنة من الدستور.
4- ضمان فصل السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، واحترام سلطة القضاء واستقلاليته .
5- اعتماد مبدأ الحوار الوطني الشامل بين مختلف الاتجاهات السياسية الوطنية ، التي تؤمن بالحوار سبيلاً لتفاهم .
 في الجانب الكردي:
1- تأسيس هيئات خاصة بالشأن الثقافي والتربوي والتعليمي الكردي في الوزارة المعنية للإشراف والعمل على تطوير اللغة والثقافة الكرديتين.
2- إجازة البث الإذاعي والتلفزيوني باللغة الكردية ، وتخصيص أوقات للبث بهذه اللغة في المحطات الرسمية .
3- تدريس اللغة الكردية في المدارس والجامعات.
4- إشراك الكرد وتمثيلهم في المؤسسات الدستورية المركزية والمحلية تبعاً لواقعهم السكاني .
5- السماح بإصدار صحف ومجلات باللغة الكردية (سياسية ، ثقافية ، أدبية ..... الخ) .
6- الاعتراف بالهوية القومية للشعب الكردي، الذي يشكل جزءاً أساسياً من النسيج السوري ومن تاريخ سوريا ، وبحقوقه القومية السياسية والثقافية والاجتماعية ، وإفساح المجال أمامه لتطوير فنه وفلكلوره ، وإحياء مناسباته القومية دون مضايقات أو ضغوط .
سيادة الرئيس:
إن تحقيق هذه المطالب العادلة ومعالجة القضية الكردية كقضية وطنية ديمقراطية من شأنها إزالة الحيف والغبن عن قطاع واسع من المواطنين، وخلق جو من التفاهم والتآخي بين أبناء الوطن الواحد ، وتعزيز وحدة الصف الوطني وبناء جبهة داخلية متينة.
مع فائق احترامنا وتمنياتنا لسيادتكم بالموفقية والنجاح في خدمة الوطن والمواطن.
14/4/2011م
وفد أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا