الإثنين 10 شباط / فبراير 2025, 01:57
الرحالة إبن بطوطة الكردستاني بدل رفو المزوري في ترحال مع الشعر بين الأمم




تكبير الحروف : 12 Punto 14 Punto 16 Punto 18 Punto
الرحالة إبن بطوطة الكردستاني بدل رفو المزوري في ترحال مع الشعر بين الأمم
الخميس 10 آذار / مارس 2011, 01:57
كورداونلاين
الشاعر العاشق لوطنه كردستان، وهو المترجم بالدرجة الأولى لأشعار الشاعر الكردي عبد الرحمن المزوري، الشاعر المجدد في كلماته ومواقفه، والجرئ في نقده للبؤس الاجتماعي في المجتمع الكردي

الرحالة إبن بطوطة الكردستاني بدل رفو المزوري في ترحال مع الشعر بين الأمم

بقلم الدكتور خالد يونس خالد

                                                    

أكتب هذه الصفحات عن الشاعر المترجم والإعلامي بدل رفو المزوري، لتبيان دوره في رسالته الأدبية الرائعة من خلال رحلاته الثقافية لنشر الثقافة الكردية بأسلوب أدبي متميز وحضاري، وتعريف العالم بالقضية الكردية من نوافذ لغوية باعتبار أن اللغة وعاء الثقافة.

 ليس المزوري الذي أطلقت عليه، الرحالة ‘‘إبن بطوطة الكردستاني‘‘ أول كردي يجوب الأقطار، ويشد الترحال بين الأمم، فقد سبقه أدباء وشعراء كرد كثيرون، أمثال الشاعر الكلاسيكي الكردي أحمدي خاني صاحب رائعة الحب الكردي (مم وزين)، وشاعرنا العاشق وشيخ العشاق المعروف بإمام الغزل الكردي المولوي. لكن رحلات المزوري لها طابع عصري يغلب عليها الوعي الحضاري بسبب إطلاعه على الثقافات الكردية والعربية والأوربية، وبحكم تواجده في وسط أوربا، وبالذات النمسا، وسهولة التنقل بوسائل النقل المتيسرة في العالم الحديث، وتوفر إمكانية الاحتكاك بالحضارات الأخرى.

بدل رفو المزوري، الشاعر العاشق لوطنه كردستان، وهو المترجم بالدرجة الأولى لأشعار الشاعر الكردي عبد الرحمن المزوري، الشاعر المجدد في كلماته ومواقفه، والجرئ في نقده للبؤس الاجتماعي في المجتمع الكردي. ويبدو أن الشاعرين المزوريين عاشقان في الصميم للوطن وللترحال، ويشعران بالغربة في الداخل والخارج، لأن الحياة بلا حرية غربة في كل مكان، حتى وإن عاش المرء في عقر داره.

لنقرأ معا هذه القصيدة بعنوان ‘‘أنا ووطني غريبان‘‘ من ديوان الشاعر بدل رفو المزوري ‘‘وطن اسمه آفيفان‘‘ :

‘‘تعال نسافر معا

ياوطني

عبر البحار والمحيطات

سأحملك معي في ترحالي

ونطوف حول تاج محل

كي نتطيب بالحب والنقاء

الذي أفتقده في شعبي

ونسلم على غيفارا في هافانا

كي نتذكر بطولات شعبي الجائع

وإلى جبال كشمير

ربما نجد حبا حقيقيا

أصبح في وطني مسلسلات مدبلجة

سنحيا معا يا وطني

غريبان في الغربة

حيث لا تكتسحنا انهيارات جليدية

ولا مزايدات وطنية

أنا وأنت

يا وطني

في أهلنا وغربتنا‘‘.

عندما أقرأ هذه القصيدة، وأنا في الغربة، أفهم أن الشاعر يحلل الوضع الاجتماعي من زاوية أدبية صادقة. يقول بصراحة أن المرء يفتقد للحب، وهو أيضا يفتقد للاستقرار في الوطن بلا حب حقيقي. هذه الخوالج التي يعبر عنها الشاعر تزورني كل لحظة، وأنا أتذكر مقولة مستشرق ألماني، تخونني الذاكرة أن أذكر اسمه، أن القيادات الكردية لم تدرس التاريخ بوعي. وما أكثر الكرد الذين يدرسون التاريخ، ولكن قراءتهم ليست قراءة واعية.

  قرأت القصيدة أعلاه ‘‘أنا ووطني غريبان‘‘ وشعرت أنا أيضا غريب عن وطني، ووطني غريب عني. أين يكمن الخلل؟

  في سذاجتنا أننا نصفق لكل مَن يحمل التيجان، ولا نفكر يوما متى يسقط قصر الباستيل؟

أنا لست هنا في مدرسة أدبية تاريخية، ولكني أريد أن ينظر القارئ إلى صور القصائد ليقرأ الألوان والمعاني بدلا من أن ينظر إلى الألوان ويقرأ الكلمات، وأعني هنا أن تكون قراءته تحليلية وتفكيكية، طبقا لتحليل المنهج التركيبي عند الفيلسوف عمانويل كانت، والمنهج التفكيكي للفيلسوف الفرنسي دريدا، حتى تكون قراءته قراءة عن وعي، ويفهم أن التحرر ليس في القصور المرمرية بقدر ما هي في الوعي الإجتماعي والحضاري للأمة.

أنا لست بصدد تصنيف صديقي بدل رفو المزوري في أدب رحلات كردية أو أجنبية، لكني أقول باختصار أن رحلاته كردية حضارية، وهو رحالة ينقل الثقافة الكردية إلى الأمم بطريقة عصرية ومدنية، وبشاعرية، ولغة يفهمها المستمعون. إنه سفير كردي، وإعلامي وشاعر ومترجم، لايبحث عن الشهرة، على عكس بعض السياسيين. هدفه ليس بناء القصور كما هو عند البعض من الذين يتباهون بقصورهم المبنية بأفواه الجياع.

لماذا  هذه الرحلات الثقافية؟

شرح الشاعر بدل رفو المزوري الغاية من رحلاته بجلاء في رسالة أرسلها لي، وتضمنت مايلي:

‘‘إن كل هدفي من رحلاتي أن أربط ثقافة وحضارة شعبي بالعالم لكي يعرف العالم بأن لنا وجه آخر من الإبداع والثقافة الانسانية، فكل ما يعرفه العالم حول الكورد وخاصة الأوطان البعيدة، مأساتنا  مع الانظمة السابقة والدكتاتورية ونحن أقوام الجبال لانعرف شيئا من هذا العالم. وتصور لحين أن زرت المغرب، كان عامة المغاربة يتصورون باننا ناس مثل البربر، وحين هللت ضيفا على احدى القرى على ساحل الاطلسي فكل اهال القرية جاؤوا لرؤيتي وسمعوا بوصول كوردي عراقي الى قريتهم كأنه انا قدمت من متحف ما، وحين التقوا بي  تغيرت صورتهم نهائياً حول الكورد، وفي مهرجان شعري ايضا حين القيت الشعر باللغتين‘‘.

  

بعد قراءتي لتلك الحديقة الوردية، وأنا أجد صورة المزوري بين السطور تذكرت قصيدة الطلية لشاعر الشعراء زهير بن أبي سلمى، وهو يقول في معرض دفاع المرء عن أهله وقومه:

ومَن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلِه                على قَومه يُستَغنَ عنه ويُذمِمِ

ومَن يوفِ لا يُذمَم ومَن يُهدَ قلبُهُ              إلى مطمئنّ البِرّ لا يتَجمجَمِ

    صور فوتوغرافية للشاعر المترجم والصحفي بدل رفو تعبيرعن شخصيته، يمكن قراءتها لفهم شخصيته التي تعبر عنها في طريقة الوقوف وطقاسيم الوجه، والملابس وأسلوب الحديث، والعلامات والألوان. هذه الصور نوع من الإبداع في أعماله الأدبية والفنية. إنها ليست تجارية، ولا هي تعبير عن الربح المادي، بل هي سياحة فكرية وأدبية من أجل شئ أسمى من المادة، وأرفع من السلطة. إنها اللغة الكردية باعتبارها وعاء الثقافة، وهي أيضا الأدبيات الكردية باعتبارها تعبيرا عن مأساة الكرد في وطن يبحث عن الحرية. إنها دروس كردستانية يقرأها الآخرون من خلال الشعر الكردي بلغتهم التي قام صاحبنا المزوري بترجمتها بعقله ووقته وفكره بلا مقابل.

    إنها الإباء والعزة في النفس التي تأبى أن يمد شاعرنا ومترجمنا يده للذين يجمعون قناطير الذهب والفضة في القصور المرمرية. أراد أن يعيش فقيرا بالمال، غنيا بالعزة والكرامة والثقافة والشرف وقوة الشخصية. 

هل كان كل هذا وذاك، وهذه وتلك في شخصيته، وفي طريقة حياة الأم التي سهرت من أجل رفعة هذا الرجل، أو من قصائد الشعراء الكرد، وعلى رأسهم شاعرنا عبد الرحمن المزوري؟ لقد تعلم بقراءته الواعية وعيا أعطاه الرفعة والمروءة والبساطة والحب، أو كلاهما وكلتاهما.

أراه كالسندباد في مشيته، وكالباز في طيرانه بعقله فوق الحدود المرسومة من قبل البشر. أراه منسيا في وطنه لأنه يأبى نسيان الوطن في قلبه وذاكرته، حتى لايكون تُرسا في آلة بيد الآخرين، يتحكمون في فكره وأدبه. فالأديب يجب أن يكون حرا، والأدب بحاجة إلى الحرية، لذلك ينبغي أن لايكون عبدا أو مُقَيدا بأغلال أحد، أياً كان. فهل اختار المنفى في الغربة المُرة مثلي، وأنا الذي أبحث عن هوية وطني الضائعة مثله، فلا أجدها إلاّ في البعد البعيد عن الوطن، كما قال ديغول في فترة الاحتلال النازي لوطنه: إذا أردت أن تعرف الحقيقة عن وطنك فسافر بعيدا عنه.

   هذا المزوري الذي يحمل حقيبته الصغيرة ويرحل بكلماته في ذاكرته. حقيبة ثقيلة بالثقافة، ومحفظة خفيفة لاتحمل إلا بضعة أوراق نقدية بعيدا عن الرائحة الكريهة التي تتصاعد من مخازن دولارات عتيقة بين الرطوبة.

أمامي ديوان ‘‘وطن اسمه آفيفان،‘‘ الصادر عام 2009 في القاهرة. كتب شاعرنا العراقي الكبير يحيى السماوي في صفحته الخلفية هذه الكلمات:

 ‘‘في شعر العزيز المبدع بدل رفو، يتآخى نخيل البصرة وسنديان أربيل ... وصحراء السماوة مع سهل شهرزور ... فلا يفرق قارئ شعر بدل بين هديل حمام الكوفة وغناء طيور القبج في بهدينان ... أو بين خرير نهر الفرات وخرير شلال كلي علي بك ... ولا بين حفيف بساتين جيكور وحفيف غابات أزمر ... ولا عجب، فالشعر عند بدل رفو ليس ترفا لفظياً بقدر ماهو الذود عن الفضيلة والمحبة والأرض ... عن الأطفال والطيور والشجر... عن الجمال ضد القبح، والمودّة ضد الضغينة ... وعن الحرية ضد التعسف والديكتاتورية‘‘. (يحيى السماوي شاعر عراقي).

وهنا نقرأ في صفحة الإهداء لديوان ‘‘وطن اسمه آفيفان‘‘ معاني عميقة تكمن وراء الأبجديات:  

إلى وطن منسي من جغرافية الأوطان

إلى وطن يخرج من صلبي ليصلبني

إلى وطن أسميته آفيفان‘‘.

لنقارن تلك الكلمات بالكلمات التي كتبها لي في إهدائه للديوان حتى نفهم مغزى كل كلمة، وكناية كل جملة في ذاكرته.

كتب في إهدائه لي مايلي:

‘‘إلى أخي وأستاذي وصديقي د. خالد يونس خالد

 أهديك من القلب هذا الوطن الذي سميته آفيفان

واسميتَه أنت وطنا بدون رتوش ومكياج

مع جزيل احترامي

دمتم.

أخوكم بدل رفو‘‘ 18/10/2009

وكان جوابي على إهدائه مايلي:

‘‘الأخ الشاعر الكردي المتألق بدل رفو  

هنيئا لك في هذه الباقة العطرة  بألوانها الزاهية   

بدل رفو شاعر الجمال والمحبة، يكتب بلغة سهلة جميلة وأسلوب سلس، ويفهم معاناة الغربة، والوطن في قلبه. تخرُجُ كلماته من الأعماق، مضفية بالعاطفة الجياشة والحب الصادق بثوب الطبيعة المتعطشة للحب، من قلب مفعم بالوفاء لوطن اسمه آفيفان  

د. خالد يونس خالدالسويد‘‘.

ماذا يفهم المرء من هذه المحبة الصادقة والعشق للوطن؟

لنقارنها مقارنة أخرى في ديوان الشاعر الفذ عبد الرحمن المزوري بعنوان ‘‘آفيفان‘‘ ترجمة الشاعر بدل رفو. كتب في إهدائه لصاحب الديوان:

‘‘إلى أبجدية النرجس وروح الشعر

وقصيدة القبوج وآفيفان

إلى شاعر ارتشفنا من مناهله العشق والشعر والإنسانية

إلى الشاعر الإنسان

عبد الرحمن المزوري

تكريما له في حياته

أهديه ثمرة جهدي‘‘.

المترجم 1/21/2008

لقد أصبحت الآية واضحة، أن للشاعر عبد الرحمن المزوري دور في إبداعات بدل رفو في الرؤية والترحال.  

لنقرأ معا قصيدة المعاناة المرتبطة بالقافلة والحركة بعيدا عن النسيان. قصيدة ‘‘الامطار- مطلب والدتنا‘‘ من ديوان ‘‘آفيفان‘‘ الذي صدر قبل ديوان ‘‘وطن اسمه آفيفان‘‘، للشاعر عبد الرحمن المزوري، ترجمة بدل رفو:

‘‘أماه، يا أماه

اني أعلم

أن قلبك أضحى بحر الآلام

وتحول إلى موقد ملئ

بجمرات الأحزان

أن افق مسيرة القافلة

مسكون بالمعاناة والأشجان ...

وموانئ المراكب مليئة

بالآهات والآلام...

إني أعلم

أن ما يفكر به الأطفال

هو رغيف الخبز ...

وأن ربيعك هو الشتاء

هو الشتاء

أماه، يا أماه

-       نحن نسأل

نخاطبك يا أماه

ماهو مطلبك؟

نستحثك أن تجيبينا

أن تردي علينا

فأجابت الأم:

يا أحبائي، يافلذات كبدي

سأزيح الستار

عندما يعتمل في القلب والأعماق والعيون:

أن أمكم عاشقة

جريحة

مطلبها – الدواء

ودواؤها – الأمطار...

مطلبها: إطفاء نار الخطيئة

مطلبها: تدمير الليل والقيود والسحب السود

مطلبها: (لاوك) و (حيران)

مطلبها: الأمطار ... .‘‘

إلى آخر القصيدة.

                                       

من خلال قراءتنا لهذه الصورة نجد الابتسامة  المرسومة على وجه بدل رفو الوسيم.

من أين جاءت الابتسامة، وهو بطبعه يحمل عشرات الأسئلة عن قضية شعبه ليطرحها، ويعطي لمن أراد أجوبتها؟

هنا في ريكا عاصمة لاتفيا، يتأمل المزوري، متى يأتي يوم أقف هكذا مبتسما مسرورا في وطن حر اسمه ‘‘آفيفان‘‘؟

هنا في الغربة ابتسم لأن ذكريات كردستان في مخيلتي أطول عمرا من الأحلام.

أقول لأخي وصديقي المزوري:

شعب لايموت؟

فأين الرعاة في المسيرة؟

أحب الحرية لي ولكم، وليس لبعض البعض فقط.  

                                         

بوسترات كوردية من الغربة

 1 ــ البكاء 

  السماء تبكي ،

وانا ابحث لها عن 

منديل  

يجفف دموعها  . 

 

2 ـ الفنان

 

العازف يغادر المسرح

غير قادر ان ..

يعزف لحنا راقصا ،

لراقصة شرقية ..

تهز خصرها

الرفيع

لأصحاب الكروش

النتنة .

3 ـ النار

 النار اضرمت في بيت

فقير معدم ..

لم تجد سبيلا

لدخول بيت سياسي

فاسد

لتجمع حراسه الشخصيين

(  البوديكارت )

على باب منزله .

 

4 ـ رئيس التحرير

 

رئيس تحرير

انبه ضميره،

لم يرد على تهاني

الاصدقاء

لمنصبه الرفيع

فعوضها ..

بالرد على رسائل الفاتنات

الجميلات.

 

5 ـ الانتهازي

 

انتهازي ..

كان يخجل من لغته

و قوميته

حين كان اتباع الفرعون

يلتهمون شارع مدينته ..

وبرحيل الفرعون

صار وطنيا ويردد

كم انت رائع ياوطني ..!!

ما اكثركم يا اولاد ال......

 

6 ـ زوربا اليوناني

 

حين كان اليوناني زوربا

طفلا صغيرا ..

اخذ يدخر مصروف

جيبه اليومي

ليشتري الفستق،

يشبع منه ،

حتى الافراط ..

فمتى ساشبع من عشقك

يا وطني المسافر معي

عبر محطات الغربة .

 

7 ـ رئيس دولة

 

اطلق رئيس دولة

مرسوما جمهوريا :

 على شعبي أن يظل شابا

أن يزيل الشيب

بالاصباغ الفاخرة...!!

لئلا يتهم الرئيس

بأنه المسيطر والمحتكر

 

لصبغ الدولة

لشعره فقط....

حينها ...

زود الأسواق والشعب بالصبغ

مجانا ...

إنه العدل يا سيادة الرئيس

وليحفظكم الله ويرعاكم.

                                                

ليسمح لي صديقي بدل رفو أن أكتب نيابة عنه هذه الكلمات:

أيتها الصديقة، سفيرة دولة كوبا في النمسا!  يدي بيدك، فماذا أتحث لك في غربتي؟

سأنشد لك قصيدة شاعرة كردية اسمها (تريفة دوسكي). قصيدتها حب للوطن، وعشق للوفاء.

عنوانها ‘‘عيد الحب‘‘. فاسمعي خلجات قلب المبدعة الكردية، وحبها للورود وثلوج جبال الوطن والفراشات والطبيعة، لتعرفي براءة جمال شاعرات الكرد. إنها أغنية خرير خابور والزاب وشلالات كلي علي بك. إنها عيون الأرض المبللة بدماء الشهداء، وذكريات صراخات الأمهات وأحاديثهن مع الأرواح الطاهرة في ثرى كردستان الباكية بأثواب ابتسامات الطاهرات النقيات. ها هي  الشاعرة (تريفة دوسكي):

                                       

عيد الحب

شعر الشاعرة الكردية تريفة دوسكي.  ترجمة: بدل رفو المزوري   

  حبيبي ... 
   
اقترب  عيد الحب ،
فما اهديك ؟ ؟
وردة حمراء ،

          قبلة حمراء ،

                      أو  احتضان احمر أو اغني لك اغنية حمراء
 
في هذا الشتاء

                حيث لا ثلج وانت رجل ثلجي
ابيض  ابيض،
مثل  روح الغيوم

 تحوم حول،  

فنجان قهوتي وتمتزج به

بعشق :
    
تخط عتبة حجرتي
  
وانفاسك على زجاج النافذة

                                 تستحيل ندى
 
اقف وباناملي اخط اسمك !
   

بعشق :

تقرأ  القصائد

وتلاعب اناملك قامات الورود!

 

بعشق :

مثل الفراشات تحلق وتفتش

احلى وابهى واقيم الزهور..

أتتذكر حين  علمتك  لعبة

(    بينجوكانى )

وفتحت يديك وسرقت مني  كلهم

وحين كبرت ،

                سرقت قلبي

 

وخبات  روحي  في خرير النهر!

 

بعشق :

تجعل من كل ايامي

                  أعياد حب

وتجعل  من الانهار  ،

قلادة ماء وتزين  بها جيدي

وتجعل من شقائق النعمان

 قلائدا معلقة  في دواويني!!

ألله ..

كم  أشتاق لك وانت بجنبي

اليّ..

انه  عيد  الحب،

ورود حمراء في فؤادي

وشموع حمراء،

 اوقدها وتغني لي:

 (عاشق انا واعرف عشقك  جيدا )

انا فتاة حمراء وانت رجل  احمر

وتتحد  روحينا

لكنك لم تنطق

أي شئ اهديك ؟

                                

              الرحالة الشاعر مزوري يقدم باقة من الشعر الكردي إلى عشاق الأدب في المغرب 2008

هنا في المغرب، بعد رحلته على سواحل البحر المتوسط، يتلاعب الشوق بجوارحه، ويئن الحنين إلى وطنه، ويشده إلى الذكريات في غربته حتى تستفيق الطفولة المعذبة بين الكلمات.

لنقرأ معا قصيدة بعنوان ‘‘شوق‘‘ ، كُتبت على سواحل البحر المتوسط في فرنسا واسبانيا وجنوب المغرب، مهداة إلي الوطن في الأعماق، (إلى آفيفان ... توأم الروح):

‘‘شوق يرقص

شفاه المحيط الأطلسي

أداعب جدائلك

ضفائرك ياآفيفان

بعشق وحنين غربتي

وأمشطها،

بأهداب ذكرياتي

وأنامل أيامي النازفة

وهي تتبعثر في محطّات الغربة الكئيبة

لا صخور تتحطم الأمواج

العاتية عليها

حتى تستفيق أنشودةُ

الطفولة المريرة

وتلويحةُ وداعِ أخيرة! ‘‘

                                 

كتب الكاتب المغربي (إبراهيم قهوايجي) من مدينة مكناس بالمملكة المغربية مقطوعة رائعة جاء فيها:

إنه الشاعر المترجم والصحفي بدل رفو المزوري الذي حمل حقيبته الظهرية طارقا باب المغرب من سواحل البحر الابيض المتوسط جهة الشمال الى شواطئ المحيط الاطلسي ... حط الرحال في قرى مغربية لم تسمع قط عن الأدب الكوردي قرية تارغة (العرائش)، قرية أحد آيت ميمون ( الخميسات ) رابطا جسور المحبة والتواصل مع الشعب المغربي من شماله في شفشاون و تارغة الى مدينة اغادير وتارودانت و الصويرة ومراكش وفاس ومكناس والدار البيضاء دون تكليف من أية جهة رسمية، بل كان ضميره الثقافي الكوردي هو الذي دعاه الى أن يخوض غمار سفر ثقافي بامتياز تفاعل من خلاله الشعر الكوردي بالشعر المغربي كأول عتبة يمكن بلورتها مستقبلا في إطار مشاريع ثقافية تتبناها الجهات الرسمية في البلدين خاصة وأن بدل رفو يقر أن أقرب الشعوب للثقافة الكوردية هم العرب، وفي مقدمتهم المغاربة .

                                          

في وطن لم يذق طعم الحرية،

في أزمنة العهر،

وسقوط الشعر

في مهرجانات الموائد المتعفنة

الكلمات سيارات مفخخة

القبلات أحزمة ناسفة

الصداقة طعنات غادرة

الأغاني والتماثيل كفر وإلحاد

(أستغفر الله)

إذا فليدفن الإنسان

ولتبصق الديمقراطية

حرية في جبين الغد،

في وطن، مازال أبطاله يرقصون

على حبال السيرك بإتقان.

                                     

        

 المبدع بدل رفو يتأمل، وتأمله يتابع الأحداث في وطنه الجريح، فبدأ يفكر بعقلانية ذكريات آلاف الشهداء الكرد الذين ضحوا من أجل الوطن الذي أحبه، وطن اسمه ‘‘آفيفان‘‘. وراودته شكاوى النساء اللاتي فقدن أحبابهن من أجل الحرية التي هي جزء من إنسانية الإنسان.  قراءتنا لصورته الحزينة تحت نصب مانفيلوف الشهداء تعيدنا إلى صاحبه وصديقه عبد الرحمن مزوري وقصيدته الرائعة (يوميات ميهربان البروارية) . لنقرأ ترجمة بدل رفو لبعض أبيات القصيدة، وهي شكوى بين سطورها أننا لم نوف بعهد الشهداء.

                                    

 قدموا... وقالوا

للأمير

خزائن مليئة ذهباً وفضة

وبلاطه

حبلى بالرفاهية والأمنيات

فتعالي وكوني...

وصيفة للأمير

قطعة من بلاطه

فأجبتهم:

اذهبوا وقولوا لأميرنا الذي

تبلغ قامته عنان السماء

أن لا يغضب أبداً

فنظرة من ابن العم البائس

يحيل قلبي مروجاً

ويحيله ربيعاً

قولوا له:

ان الفراشة التي تحوم بحرية

ستصبح في بلاطك

أسيرة،

ومن الإضطهاد تموت.

                                   

           

يقول بدل رفو وهو ينظر إلى نائب رئيس الجامعة، بعد أن قدمه للجمهور:

ماذا أنشد لكم؟

شعبي يتطلع إلى الحرية، ووطني حزين، وجماليات شعبي تنظر إلى الأفق بعيون عسلية نرجسية، ينشدن المحبة في حديقة الأحزان. وأنا هنا، لا أستطيع أن أنساهن، لأنهن سحر الوطن، وجمال الطبيعة التي تبحث عن الحب.

    أنشد لكم قصيدة صديقي عبد الرحمن مزوري، (أحزان بيت كردية)، حتى لا تلومونني لماذا هذا الترحال بين الأمم، وأنا احمل حقيبتي الحزينة، وجوعي كجياع فقراء الوطن والمهجر بعيدا عن الوطن. وفي كل هذه الحالة، فالعشق غذاؤنا، والحب سريرنا، والجمال رداؤنا، والوطن حبيبنا. ودموع لاتعرف النسيان في كردستان وفي البعد الذي لايعرف الزمان.

-       أحزان بنت كوردية  -

نحن وهي

ولدنا في ليلة واحدة

وسوية ترعرعنا وغدونا

يافعين

هي العروس ونحن العرسان

تنبع مع جداولنا

وتهطل مع امطارنا

وترضع مع صغارنا

ونرقد سوية على سرير ومضجع واحد

فمن لم ير (أحزان)

 فأحزانُ بنت كوردية

إنها بلباس وأقراط (حيدرانية)

الحذاء الذي في قدميها،

صنعته الخبرة (البابانية)

تمتهن الرقص والدبكة

على الطريقة(الشيخانية)

 أحزان تلك...

كانت تتنقل مع رُحلنا البدو                                 

وتأتي الى الزوزان

وتقف على جدالات وصراعات

الرعاة على المروج

ورأت بأم عينيها

كيف ان (خجوك)

ذات العينين الكحيلتين

صرعت (سيابند)

بجوى العشق

 أحزان تلك...

كانت تذهب مع جياعنا وفقرائنا

الى القفار والبرية

وتصنع الفحم

وتجلب اوراق الشجر

وتعقد جدائلها

وتشمر عن سواعدها

وتتنقل من احراش

      الى احراش

كنحلة،

وكانت تعود مساء

إلى أكواخنا

منهكة ومرهقة

وروحها تئن

 أحزاُن تلك...

كانت ترقد في بيت (الجزيري)

صديقة له ولحبيبته (سلمى)

وما كانت لترحل

وما كانت لتموت.-

ضيف ثقيل كالحمى

ومع ذلك،

ما كانوا غاضبين عليها

فكانوا الثلاث

يأكلون من قدر واحد

  وكانت لهما كالأم الحنون

 أحزان تلك...

احيانا كانت تحلق

 (وتحط على برجا بَلَك)

في بلاط (بدرخان)

تتجول في فناجين قهوته

وتحت عباءته كانت تأوى

الى الفراش

وكالجمار تحط على غليونه

لغاية ان غزا الشيب

                   رأسه

وأصبح حظه عاثرا وتعيسا

وهدمت اسمه وداره.

 أحزان تلك...

قطعت الجبال وحدها

الى ان وصلت

محل (القاضي)

وكفرخ ثعلب وبمكر

نهضت وكسرت عصاه

في ذلك الصعود

كان القاضي شيخا

هرما وحزينا

ارتعش وسقط

وكل سعادته وأفراحه

غدت اتراحا ومآسي

 أحزان تلك...

في الحقيقة كانت جدتي

اما لأبي

ولهذا سموه

(صالح ابن خم) صالح ابن أحزان

وكانت احزانه كثيرة

تهطل عليه مزناً

كأحزان (زين ومم)

فإلتهمت الزوابع قاربه

ولفته ،

وانقطع سبيله في منتصف الطريق

ولم يصل الشاطئ

 أحزان تلك...

هذا المساء

كانت في بيت(شيخ موس)

تغني،

فأثارت اشجانه

وحطمت سدود عهوده

وحصدت مرج آماله

مرة واحدة

وأصبح كبده وروحه

مقطعا بالآلام

واحترق.

 أحزان تلك...

تصبح حيوانا مخيفا

في بعض الليالي

وتقرع الابواب

باباً... باباً

وتدخل البيوت

وترقص على انغام الناي

والأطفال يرتعبون منها

ويختبئون

وبألسنتهم الساذجة

يدعون عليها

ولا يقتربون منها.

 أحزان تلك...

كانت حبيبة صديق عزيز

مفتول العضلات لفترة

وكان يعانقها كل يوم

يئن معها

وكانت تعلم بأنه كان تعيسا

ومرت الايام

فأصبح صديقي يبتعد

وينفر منها

وأصبح قاب قوسين

من الهلاك.

أيتها البنت

 (حزان) الخادعة

يا عاشقة فتياننا

وتلالنا وجبالنا

كطائر القمري

ألا تنزلين من على رموشنا

الذابلة

اسقطي ارضا

وغادري فراشنا

فقط لمسافة شبر

ابتعدي عن خيامنا

المهلهلة

فاللعنة عليك

وليحرق الرب دارك

فنحن في فرار ونفور منك

ليل نهار.

ولم نصمد امام

سهامك القاتلة

بالله عليك

كُفي عنا ولا تتعقبينا

كفي عنا ولا تتعقبينا.

                            

                                       

حتى البحر لن ينجو من رحلات المزوري. إني أرى أن العواصف البحرية في الأدرياتيكي قد إنحنت لإغنية المزوري على ساحل البحر. وشاعرنا الرحالة يجد من بعيد كردستان عروسة تتقدم نحوه، كما هو يحتضنها في قلبه الكبير. إنها الأم الكبرى، حبيبة الملايين.

    رأيت صورة صديقي المزوري، ولم أجد ما يفرحني أكثر من أشاركه أفكاره، وأقاسمه غربته لأتحدث له بهذه الكلمات:

لن يغيب البحر من ذاكرتي أن أزف له قصائدا من لغتي

أيها البحر كن شاهدا أني جئت إليك بقصائدي من تأوهاتي

إني أرى الأمواج تنشد للأسماك والرمال أنها عشقت رحلاتي

في خريرك أسمع شعري كما كنت أنشده في سمراتي

كردستان لن تُنسى لو تَهدَم الدنيا في جوارحي وذاكرتي

أنا السائح وأنا السفير إبن بطوطة الكردستاني في غربتي

                                  

                             والدة المترجم والشاعر بدل رفو  في دهوك – إقليم كردستان

ها نرى الشاعر صاحب القلب الرحيم يقبل المرأة التي أنجبته وربته وعلمته دروس الحياة.

هذا هو الوفاء والتواضع.

فالأم هي المدرسة الأولى.

هذه هي الأخلاق:

  إنما الأمم بالأخلاق ما بقيت

        فإن همُ ذهبت أخلاقُهم ذهبوا

هذا هو الرحالة إبن بطوطة الكردستاني،

وفيٌ للغة

محب للأدب

مترجم للشعر

عاشق للوطن

عزيز القلب للأم، وفي شوق حنانها، وهو يقبله بقلبه قبل شفتيه، ويغمض عينيه إشارة إلى طرد الأحزان والآلام من الفراق لحظة التلاق.

ولسان حاله يقول:

عدتُ إليكِ يا أماه!  فأنا ميت في فراقك، ولكن عندما أراك تعود إليَّ الحياة.

     سنواتي مع تشي غيفارا - سياحة في عمق ثورة هزت الانسانية

                             

        رسالتي الى كوردستان برئيسها وشعبها: ألم تحن الفرصة بعد أن نُعَرف العالم ب ثورتنا وابطالنا ؟؟

نتساءل هنا ماذا يفعل المتألق بدل رفو المزوري في هذا اللقاء. إنه يقف بجنب صديقه (ليوناردو تمايو نونيز) بطل وثائر من أبطال الثورة الكوبية. رافق تشي الى بوليفيا عام 1966، حيث حاول خلق نموذج دائم للثورة. ونجح بعد موت جيفارا في بوليفيا أن يعود حيا الى كوبا مع ثلاث من رفاقه. وكان خبيرا استشاريا في انغولا ونيكاراكوا.

 

 الشاعر المترجم  بدل رفو هنا ليتحدث عن رسالة شعبه الكردي من أجل الحرية.

إنه هنا ليقول أين موقع وطننا في نضالاتكم؟

أين يكمن الخطأ؟ أهو فينا أوفي رُعاتنا، أم هو في نسياكم لقضيتنا؟

لنقرأ القصة باختصار.

‘‘ليوناردو تمايو وسنواتي مع تشي غيفارا‘‘ كان عنوان الأمسية التي أقيمت له ضمن أسبوع أفلام أمريكا اللاتينية بمناسبة الذكرى الواحد والثمانين لميلاد الثائر الكوبي تشي غيفارا، في المركز الثقافي للحزب الشيوعي النمساوي في مدينة غراتس. امتلأت القاعة بالزوار وعشاق تشي غيفارا والحرية. وحين دخل الثائر ليوناردو القاعة وقف الجمهور تحية واحتراما لهذا المناضل وصفق له طويلاً. سجل ليوناردو حافل بالنضال في امريكا اللاتينية. بالاضافة الى مشاركته إلى جانب تشي غيفارا في بوليفيا، حارب في أنغولا وفي أفريقيا من عام 1975 ولغاية 1978 حيث قاد العمليات ضمن صفوف الثورة. ويعمل الآن جنرالا في وزارة الداخلية الكوبية.

  المترجم المبدع د. فيرنار فاسيلي ترجم الحديث من الأسبانية. وبدأ الضيف بسرد ذكرياته مع تشي غيفارا الذي تعرف عليه عام 1957، وظل بجانبه اكثر من 10 سنوات . وقال بأنه كان له الشرف والفخر بأن يرافق تشي غيفارا في مهماته الخاصة. وكان يردد عبارة تشي غيفارا حين كان يقول ‘‘بأنه مواطن كل العوالم وأنا ابن العالم وليس فقط الارجنتين وكوبا‘‘.

    لقد كان تشي غيفارا الباحث الطبيب والانسان يحمل مسؤوليات كثيرة. فلم يكن فقط وزير صناعة بل كان هناك على عاتقه الكثير حيث كان يقضي اكثر من 17 ساعة في خدمة وطنه، فقد قالها فيديل كاسترو" بأنه لو انصفنا وزيرا ما فعلينا أن لاننسى تشي غيفارا أبدا‘‘.  لقد قال تشي غيفارا لكاسترو أن عليه أن يهتم بوضع كوبا الداخلي، وأما أنا فواجبي التوجه الى دول امريكا اللاتينية لأنشر الحرية والعدالة الاجتماعية هناك. واردف قائلا بأن تشي غيفارا كان يعلم بانه يكبر عمرا وان ليس بوسعه قيادة الثورة لو بلغ 39 عاما. لقد نشر تشي الف باء الثورة في بوليفيا. وبعدها تحدث ليوناردو عن وضع كوبا ومكانتها حاليا بين دول امريكا اللاتينية، وقال بان لكوبا علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية مع هذه الدول، وشعب كوبا شعب مكافح ومقاتل من أجل حريته وانه يتضامن مع كل الحركات التحررية وضد السيطرة على الشعوب والاضطهاد .

    بعدها فتح باب النقاش وبروح رقيقة وصدر رحب، وأجاب على أسئلة الحضور

 بدل رفو المزوري كان حاضرا بفكره، ومعه كردستان وشعب كردستان في هذا اللقاء

 سأل المزوري (بدل رفو) الثائر الكوبي ‘‘ليوناردو تمايو نونيز‘‘:

‘‘كنا ننتظر أن تحدثنا أكثر عن ذكرياتك وطبيعة تشي غيفارا وتعامله مع الأسرى والرفاق.

ثم طرح عليه السؤال التالي:

مَن يعش ثورة فعليه أن يقف إلى جانب ثورات العالم، فمثلا لم نسمع يوما بأن كاسترو أو كوبا نطقت اسم كوردستان  أو أسماء الثورات الأخرى فما هو السبب؟؟؟

أجاب ليوناردو على أسئلة الرحالة الكردستاني (بدل رفو) قائلا:

صحيح أني لم أتحدث عن تشي غيفارا كثيرا، فبدأ بسرد بعض ذكرياته معه وطريقة تعامل تشي مع الأسرى حيث كان يعطي دواءه المخصص للربو لأسرى العدو. ولكن حين وقع في الأسر لم يرحموا تشي غيفارا بل وجدوه مقيد الايدي والارجل.

وتابع قائلا:

بالنسبة للحركات التحررية فنحن نقف مع فلسطين من أجل حقوقهم. وأما بالنسبة لكوردستان فللأسف ليست لدي معلومات عن كوردستان!!!"

  هنا تألم بدل رفو كثيرا. ولسان حاله يقول: من حق الرجل أن لا تكون لديه معلومات، ولكن أليس من حقنا أن نصدر أبطال ثورتنا الكوردية الى العالم؟

ما الذي يقوم به مسؤولو الأحزاب والحكومة الكوردية في العالم ؟

وبعد انتهاء المحاضرة كان الجمهور يرجو توقيعه والتقاط الصور معه، وانا قلبي يكاد يتمزق متذكراً ابطال الثورة الكوردية الذين ربما كل ثلاثة أشهر لا يستلمون الراتب سوى مرة واحدة.

واتذكر ممثلينا في أوربا والعالم وهم بحاجة الى أبجدية الكوردايتي وغير قادرين على نشر ثقافتنا وأدبنا وثورتنا الكوردية، ذلك التاريخ المشرف من نضال أبطال سجلوا تاريخ كوردستان بأحرف من ذهب.

ومن هنا رسالتي الى كوردستان برئيسها وشعبها.

ألم تحن الفرصة بعد أن نصدر أخبار ثورتنا وأبطالنا الى العالم؟؟؟

وفي النهاية قال المزوري  بحسرة:

ربما ستدفن هذه الرسالة في مقابرالنسيان.


 بدل رفو المزورى

* مواليد 1/8/1960/ الشيخان/ قرية الشيخ حسن/ كوردستان العراق

* أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة الموصل

* تخرج بقسم اللغة الروسية، كلية الآداب جامعة بغداد عام 1985

* بدأ بالنشر نهاية السبعينيات باللغة العربية بجريدة الحدباء الموصل.

* من خلال دراسته في بغداد، واكب صحافة العاصمة ونشر نتاجاته الأدبية والصحفية باللغتين العربية والكوردية في صحافة ودوريات العاصمة ومنها (الأقلام، الطليعة الأدبية، بيان، هاوكاري، روشه نبيري نوى، الثقافة، العراق، باشكوى عيراق، ..إلخ)

*عمل مراسلا صحفيا من مدينة الموصل لصحيفة بزاف وهاوكاري ومجلة ره نكين منتصف الثمانينيات.

* يعمل بمجال الشعر والترجمة والصحافة

* يعيش بدولة النمسا منذ عام 1991 .

* عضو عامل في نقابة صحفيي كوردستان والنمسا.

* عضو اتحاد الأدباء الكورد/ فرع دهوك والنمسا.

*عضو جمعية المترجميين العراقيين، المركز العام، بغداد

* شارك في الكثير من المهرجانات السينمائية ضمن الطاقم الصحفي

للمهرجان ومنها مهرجانات أفلام الجبال ومهرجان الفيلم النمساوي.

* شارك ومن خلال مسيرته الثقافية في كثير من المهرجانات الشعرية في العراق والنمسا وكازاخستان والمغرب.

* لقد كتب الكثير من الأدباء والنقاد حول تجربته الشعرية ومنهم زهير كاظم عبود، إبراهيم اليوسف، عبد الخالق سلطان،د.خالد يونس خالد،فتح الله الحسيني،د.توفيق التونجي،د.هدية الايوبي،جلال زنكابادي، عبد الكريم الكيلاني، الناقد مسعود عكو، الشاعرة فدوى كيلاني، عبد الكريم يحيى الزيباري، عبد الإله اليوسف، ئارام باله ته يي ،قيس قرداغي ،د.هوار بلو، الروائي والشاعر اسعد الجبوري ، القاص والناقد حسب الله يحيى ،الشاعرة سوزان سامي جميل ،عبد الغني علي يحيى، د. مؤيد عبد الستار، حكيم نديم الداوودي، نجيب بالايي، الشاعر المغربي إبراهيم القهوايجي،عبدالوهاب طالباني وآخرون ...

* نشر نتاجا كثيرا في الصحافة العراقية ومنها الثقافة الأجنبية والأديب والتآخي والصوت الآخر والاتحاد والحقيقة وآفاق سبيريز والصباح الجديد وطريق الشعب والمؤتمر والمنارة ونشرت قصائده في أنطولوجيات عربية وألمانية.

* اقيم له مهرجان تكريمي في دهوككوردستان العراق يوم 7102010 والذي يعد او ل مهرجان في تاريخ العراق يكرم فيه الشعب احد ادبائه.

* حاز على شهادات تقديرية في كثير من الدول واخرها من الفرع الاول للحزب الديمقراطي الكوردستاني في دهوككوردستان على دوره في نشر الادب الكوردي في العالم.

** صدر للشاعر:

* ومضات جبلية من الشعر الكوردي المعاصر عن وزارة الثقافة والإعلام في العراق عام 1989

* أغنية الباز ـ قصائد كوردية مترجمة ـ دهوك 2001

* رسول حمزاتوف وطالما تدور الأرض بمشاركة الأستاذ خيري هزار مزوري ـ دهوك 2001

* أنطولوجيا شعراء النمسا باللغة العربية، ترجمة عن الألمانية ـ دار الزمان السورية ـ دمشق 2008

* أنطولوجيا شعراء النمسا باللغة الكوردية ـ مؤسسة سبيريز للطبع والنشرـ دهوك ـ كوردستان العراق 2008

* وطن اسمه آفيفان ـ قصائد كوردية مترجمة ـ سندباد للنشر 2009

* آفيفان ـ قصائد للشاعر الكوردي عبدالرحمن مزوري ـ ترجمة ـ دار سردم للنشر في السليمانية كوردستان العراق 2009

* قصائد حب نمساوية باللغة العربية ،ترجمة عن الالمانية ـ دار الزمان السورية ـ دمشق 2010

* دم الصنوبر .قصائد للشاعر بدرخان السندي .ترجمة .عن منشورات اتحاد الادباء الكورد ـــ فرع دهوككوردستان العراق.2010

* قصائد حب كوردية .ترجمة عن الكوردية ،على هامش المهرجان التكريمي في دهوك .مطبعة خاني 2010 دهوك كوردستان العراق.

1238.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات