حزني كدو : فشل ما يسمى مجتمعنا الدولي
الثلاثاء 16 نيسان / أبريل 2013, 01:31
كورداونلاين

انسانيتنا تحتم علينا ان نرفع اصواتنا عاليا لتغيير هذه الحالة البائسة للشعب السوري , ان ضمير الانسانية يتعذب كثيرا عندما يرى الوضع اللانساني المزمن في سوريا
فشل ما يسمى ( مجتمعنا الدولي )
سوريا الدولة , سوريا الحضارة تتعرض الى مذابح وهي تكبر يوما بعد يوم , الكل ينظر اليها , ويرى بقلب غير مبال , مشاهد و مناظر تقشعر لها الأبدان , ملاين كثيرة محاصرة داخل اتون الحرب , المنظمات الانسانية شبه غائبة وغيابها لا يقل بشاعة واجراما عن أهوال الحرب نفسها .
الاسلحة تنهمر على سوريا من كل صوب وحدب , القنابل العنقودية , البراميل المتفجرة , الصواريخ البالستية تدك البيوت الأمنة فوق رؤوس اصحابها , لا صوت فوق صوت القتل والرصاص , القتلى بمئات الالاف , تجار الحروب يضاعفون ثرواتهم , فوضى السلاح في كل مكان .
المقال المترجم:
اقترب صحفي في أحد المخيمات من طفل سوري وسأله "هل تشتاق الى اللعب مع أصدقاءك , اجابه الطفل لم يعد لي اصدقاء , كلهم ماتوا " الله يبكي في السموات , لكن قلوب البشر اصبحت كالصخر , لم تعد للرحمة مكان في سوريا .الاسلحة تاتي الى كل مكان , لا وجود للبطانيات او المساعدات الا ماندر .
أين الملاجىء ؟ اين الطعام ؟ السوريين يفرون باتجاه تركيا والاردن ولبنان وكوردستان العراق , اكثر من مليون سوري فروا من القتال وتركوا وراءهم نصفهم الثاني وهم اطفال , الحياة داخل المخيمات صعبة , والعون فيها محدود , المساحات تتضايق بزيادة الاعداد المهاجرة هربا من الموت , الناس في هذه المخيمات فتحوا قلوبهم قبل خيمهم للفارين الجدد , لكن المعاناة كبيرة , مشاهد رائعة من العطف والرحمة تراها بين سكان المخيمات , انها نعمة الهية في نظر هولاء البوساء , ولكن هذا الكرم وهذه النعمة لا تسد حاجتهم.
يجب أن يكون العون متوفرا داخل البلاد وان يصل لكل من يحتاجه , انه معيب على العالم , ان تقوم بعض المنظمات الشجاعة في تقديم المساعدات في الخفاء خوفا من النظام . اين القلوب الشجاعة في عالمنا هذا ؟ لقد سمعنا قصصا تقطع القلوب , خزانات المياه تثقب بالرصاص , الأحياء المجاورة بدون طعام , الاطفال يصرخون من الجوع, المستشفيات قصفت عمدا , مجموعات متواضعة من المنظمات تريد ان تقدم يد العون والمساعدة لعلها تخفف شيء من المأساة . ترى مالذي يخفيه القدر عللى الأرض السورية أكثر من هذا الماثل امام انظار العالم ؟ , المحتمع الدولي , الامم المتحدة , حقوق الانسان رابطة العالم الاسلامي كلها بدون قيمة مالم تفعل شيء لمحنة هولاء السوريين.الكل ساخر وغير مهتم بالمعاناة السورية, الكل له اجندته الخاصة به , الكل يمزق الجسد السوري الممزق اصلا , السياسات والمصالح فوق معاناة الشعوب وهذه أكثر عنفا وبربرية من النظام السوري , وجع السوريين لا يعرفه احد , الكل تخلى عنهم .
المعاناة طالت والصيف قد يخفف من زمهرير الشتاء , ولكنه يحمل معه الأوبئة والامراض , وفي ظل غياب الحل السياسي, ليس هناك من أعذار للمنظمات الانسانية العالمية والدولية المحايدة في عدم تقديمها المساعدات الانسانية وعلى وجه السرعة لطوابير اللاجيئن , وللمحاصرين في أجزاء مختلفة من جغرافية سوريا الملطخة بدماء الشعب السوري البريءوالمظلوم منذ عقود طويلة .
ان انسانيتنا تحتم علينا ان نرفع اصواتنا عاليا لتغيير هذه الحالة البائسة للشعب السوري , ان ضمير الانسانية يتعذب كثيرا عندما يرى الوضع اللانساني المزمن في سوريا.الى متى تستطع البشرية والمجتمع العالمي ان يرى مشاهد العائلات الجريحة التي فقدت فلذات اكبادها وهي مشرد ة تعبر حدود الاردن ولبنان وتركيا وكوردستان العراق ؟ . هل نستطيع ان نتحمل المزيد من هذه المناظر والمشاهد المروعة ؟ الى متى سنسمع حكاياتهم الحزينة و سماع سيارات الاسعاف التى تنقل الجرحى مقطوعي الاشلاء و تنتظر الاذن بالمرور؟.
ان المسؤولية تقع بالكامل على الحكومة السورية حتى تعطي مباركتها للامم المتحدة ولهيئات الهلال الأحمر لتنظيم المساعدات الانسانية اللازمة من الدواء والطعام والبطانيات لكل اجزاء سوريا , غير ان جهودنا في انجاز ما تم انجازه , وانجاز مهتمنا الأخلاقية الطاهرة للسوريين لا تتعدى حدودها الدنيا , و كناضجين وكبار السن نتمنى لزميلنا الأخضر الابراهيمي القدرة والقوة اللازمة التي تمكنه في انجاح مهمته الصعبة وعلى مواجهة الوضع الانساني المعقد , نصلي لله وندعوا الله ان يساعد الابراهيمي في حلحلة الأزمة السورية في القريب العاجل
و حتى ذاك الوقت علينا أن نقرع رؤوسا كثيرة معا , لان كل ثانية تمر على الشعب السوري بدون الاهتمام والعناية بالمحاصرين في اماكن الصراع تحط من قيمنا ومستوانا الأخلاقي , ونحن نتصرف كأن حياتهم وارواحهم أقل قيمة من حياتنا , علينا أن نهب كل ما نملك لاخواننا واخواتنا في سوريا .
مقال في جريدة الغارديان
للقس ديزموند توتو
ترجمة حسني كدو
15-4-2013