الإثنين 10 شباط / فبراير 2025, 01:31
حزني كدو : فشل ما يسمى مجتمعنا الدولي




حزني كدو : فشل ما يسمى مجتمعنا الدولي
الثلاثاء 16 نيسان / أبريل 2013, 01:31
كورداونلاين
انسانيتنا تحتم علينا ان نرفع اصواتنا عاليا لتغيير هذه الحالة البائسة للشعب السوري , ان ضمير الانسانية يتعذب كثيرا عندما يرى الوضع اللانساني المزمن في سوريا

فشل ما يسمى ( مجتمعنا الدولي )

سوريا الدولة , سوريا الحضارة تتعرض الى مذابح وهي تكبر يوما بعد يوم , الكل ينظر اليها , ويرى بقلب غير مبال , مشاهد و مناظر تقشعر لها الأبدان , ملاين كثيرة محاصرة داخل اتون الحرب , المنظمات الانسانية شبه غائبة وغيابها لا يقل بشاعة واجراما عن أهوال الحرب نفسها .

الاسلحة تنهمر على سوريا من كل صوب وحدب , القنابل العنقودية , البراميل المتفجرة , الصواريخ البالستية تدك البيوت الأمنة فوق رؤوس اصحابها , لا صوت فوق صوت القتل والرصاص , القتلى بمئات الالاف , تجار الحروب يضاعفون ثرواتهم , فوضى السلاح في كل مكان .

                                                                                                                                       المقال المترجم:

اقترب صحفي في أحد المخيمات من طفل سوري  وسأله "هل تشتاق الى اللعب مع أصدقاءك , اجابه الطفل لم يعد لي اصدقاء , كلهم ماتوا " الله يبكي في السموات , لكن قلوب البشر اصبحت كالصخر , لم تعد للرحمة مكان في سوريا .الاسلحة تاتي الى كل مكان , لا وجود للبطانيات او المساعدات الا ماندر .

أين الملاجىء ؟ اين الطعام  ؟ السوريين يفرون باتجاه تركيا والاردن ولبنان وكوردستان العراق , اكثر من مليون سوري فروا  من القتال وتركوا وراءهم نصفهم الثاني وهم اطفال , الحياة داخل المخيمات صعبة , والعون فيها محدود , المساحات تتضايق بزيادة الاعداد المهاجرة هربا من الموت , الناس في هذه المخيمات فتحوا قلوبهم قبل خيمهم للفارين الجدد , لكن المعاناة كبيرة , مشاهد رائعة من العطف والرحمة تراها بين سكان المخيمات  , انها نعمة الهية في نظر هولاء البوساء , ولكن هذا الكرم وهذه النعمة لا تسد حاجتهم.

يجب أن يكون العون متوفرا داخل البلاد وان يصل لكل من يحتاجه , انه معيب على العالم , ان تقوم بعض المنظمات الشجاعة في تقديم المساعدات في الخفاء خوفا من النظام . اين القلوب الشجاعة في عالمنا هذا ؟ لقد  سمعنا قصصا تقطع القلوب , خزانات المياه تثقب بالرصاص , الأحياء المجاورة بدون طعام , الاطفال يصرخون من الجوع, المستشفيات قصفت عمدا , مجموعات متواضعة من المنظمات تريد ان تقدم يد العون والمساعدة  لعلها تخفف شيء من المأساة . ترى مالذي يخفيه القدر عللى الأرض السورية أكثر من هذا الماثل امام انظار العالم ؟ , المحتمع الدولي , الامم المتحدة , حقوق الانسان رابطة العالم الاسلامي  كلها بدون قيمة مالم تفعل شيء لمحنة هولاء السوريين.الكل ساخر وغير مهتم بالمعاناة السورية, الكل له اجندته الخاصة به , الكل يمزق الجسد السوري الممزق اصلا , السياسات والمصالح فوق معاناة الشعوب وهذه أكثر عنفا وبربرية من النظام السوري ,  وجع السوريين لا يعرفه احد , الكل تخلى عنهم .

المعاناة طالت والصيف قد يخفف من زمهرير الشتاء , ولكنه يحمل معه  الأوبئة والامراض , وفي ظل غياب الحل السياسي, ليس هناك من أعذار للمنظمات الانسانية العالمية والدولية المحايدة  في عدم تقديمها المساعدات الانسانية وعلى وجه السرعة لطوابير اللاجيئن , وللمحاصرين في أجزاء مختلفة من جغرافية  سوريا الملطخة بدماء الشعب السوري البريءوالمظلوم منذ عقود طويلة  .

ان انسانيتنا تحتم علينا ان نرفع اصواتنا عاليا لتغيير هذه الحالة البائسة للشعب السوري , ان ضمير الانسانية يتعذب كثيرا عندما يرى الوضع اللانساني المزمن في سوريا.الى متى تستطع البشرية والمجتمع العالمي ان يرى مشاهد العائلات الجريحة التي فقدت فلذات اكبادها وهي مشرد ة تعبر حدود الاردن ولبنان وتركيا وكوردستان العراق ؟ . هل نستطيع ان نتحمل المزيد من هذه المناظر والمشاهد المروعة ؟ الى متى سنسمع حكاياتهم الحزينة و سماع سيارات الاسعاف التى تنقل الجرحى مقطوعي الاشلاء و تنتظر الاذن بالمرور؟.

ان المسؤولية تقع بالكامل على الحكومة السورية حتى تعطي مباركتها للامم المتحدة ولهيئات الهلال الأحمر لتنظيم المساعدات الانسانية اللازمة من الدواء والطعام والبطانيات لكل اجزاء سوريا  , غير ان جهودنا في انجاز ما تم انجازه , وانجاز مهتمنا الأخلاقية الطاهرة للسوريين لا تتعدى حدودها الدنيا , و كناضجين وكبار السن نتمنى لزميلنا الأخضر الابراهيمي القدرة والقوة اللازمة التي تمكنه في انجاح مهمته الصعبة وعلى مواجهة الوضع الانساني المعقد , نصلي لله وندعوا الله ان يساعد الابراهيمي في حلحلة الأزمة السورية في القريب العاجل

و حتى ذاك الوقت علينا أن نقرع رؤوسا كثيرة معا , لان كل ثانية تمر على الشعب السوري بدون الاهتمام والعناية بالمحاصرين في اماكن الصراع تحط من قيمنا ومستوانا الأخلاقي , ونحن نتصرف كأن حياتهم وارواحهم أقل قيمة من حياتنا , علينا أن نهب كل ما نملك لاخواننا واخواتنا في سوريا .

مقال في جريدة الغارديان

للقس ديزموند توتو

ترجمة حسني كدو

15-4-2013           

1309.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات