د.م.درويش: أيّها السّاسة السّوريون المعارضون، لا تحرقوا أوراقكم بأيديكم
الإربعاء 10 نيسان / أبريل 2013, 01:33
كورداونلاين

المعارضون السوريون عامة والثوار خاصة لابد لهم أن يُوفروا لبعضهم البعض قسطاً كافياً من الثقة والطمأنينة ولابد لهم أن يعملوا سوية لأن المطالب واحدة،
د.م.درويش
باحث وكاتب كوردي، 10/04/2013
لعمري أن أسمعكم أو أرى بأنّكم توافقتم أو تفاهمتم فيما بينكم ولاسيما في هذه المرحلة الحساسة والعصيبة من تاريخ سوريا، ولا أدري لماذا تتناقضون وتتناحرون وتتنافسون ولا تحاولوا أن تتفقوا حتى على مكان ونوع وجبة الغداء ومع من ستجلسون إلى الطاولة؟
دعوا الشيخ معاذ الخطيب يعمل وأعطوا مجالاً وثقة للأستاذ غسان هيتو، فلا الشيخ معاذ مُتطرف ديني أو عروبي ولا الأستاذ هيتو أخونجي أو قومجي، وكلاهما مقدام وفيهما ما يكفي من الحكمة والذكاء، فهما ليسا سياسيان محترفان لكنهما وطنيان وحرّان وأبناء لسوريين أحرار، ويفهمان معنى الحرية ويقدّران الأحرار ومطالب الثوار.
أعتقد أنني لا أجدهما إلاّ ثائرين مغامرين وصادقين ولو أنّ كلاهما أو أحدهما بدر عنه بعض اللغط أو المضض حول الموضوع الكوردي وقضية الكورد السوريين العادلة، فالكورد لطالما أحبّوا السلم والسلام والتعايش مع كل الجيران وأخلصوا لغيرهم أكثر مما فعلوه لأنفسهم ولم يعتدوا أو يهاجموا أحداً وإنّما يُدافعون عن حقوقهم وعن أنفسهم، وبهذا سيفرضون نفسهم على الآخرين باحترامهم وبالتالي سيكسبون احترام وفهم وود الآخرين.
أجد عجباً أن يتعجرف بعض المعارضين السوريين بتطاولهم على رموز المعارضة بتخوينهم تارة وبالتشكيك في قدراتهم تارة أخرى، وكم تمنيت أن يحاولوا أن يتحاوروا أولاً وأن يستمعوا لبعضهم البعض قبل إطلاق كل الصرخات الجوفاء التي لا تفيد ولا تنفع بشيء بل على العكس فإنها تزرع الحقد والضغينة بين أبناء الوطن الواحد وتقلّل من عزيمة الشعب السوري الثائر.
المعارضون السوريون عامة والثوار خاصة لابد لهم أن يُوفروا لبعضهم البعض قسطاً كافياً من الثقة والطمأنينة ولابد لهم أن يعملوا سوية لأن المطالب واحدة، والجميع في هذه الثورة السورية العظيمة لابد لهم أن يعطوا الفرصة والمجال الكافي للرجلين السوريين الثائرين، لابد أن يكون هناك موضعاً للأمل والثقة والصدق في نفوس الثائرين، وأن لا يتجاوز الساسة المعارضون حدود الاحترام فيحرقوا أوراقهم بأيديهم، ولندع كلنا جميعاً الشيخ معاذ والأستاذ هيتو، لندعهما يعملان ويتابعان جولاتهما ومساعيهما الراهنة.