د.م.درويش:المعارضات السورية في الدوحة وحساء الفرصة الأخيرة
الأحد 11 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012, 18:08
كورداونلاين

أدعو المعارضات السورية أن تتفاهم وتتوافق فيما بينها ولو على أدنى حد يكفل تجمّعها تحت خيمة واحدة فيها مُمثلين عن الناشطين والعسكر والسّاسة، وتضم كل المكونات السورية
لعلّني مللت وضُقت ذرعاً بالكتابة حول شؤون المعارضات السورية ورغبتي الحقيقية كالكثيرين من المعارضين السوريين المستقلين والمطّلعين والمتابعين، بأن تتوصّل هذه المعارضات لصيغة اتفاق يحفظ لها ماء وجهها أمام تضحيات الشعب السوري الثائر في كل بقاع سوريا ويجعلها ترتقي لمستوى الحراك الثوري المستمر هناك.
وفي هذه المرّة سأعرّج على شكل آخر من الكتابة علّني أجد فيه عاملاً جديداً أكثر أثراً وأشدّ مضاءًً في نفوس المعارضين السوريين المجتمعين في الدوحة من أجل التفاهم والتوافق على صيغة عامة تجمعهم وتُطمئنهم وتجعلهم واثقين من بعضهم البعض ويكنّون الاحترام فيما بينهم .
من المعروف في بعض الأمثال الشائعة أنه: *كي تُفكّر وتعمل العقول يجب أن تُملئ البطون*، وخير ما تُملئ به البطون هو حساء سريع الهضم ومُستساغ الطعم، وهنا وبعد تشخيص حالات معظم المعارضات السورية منذ أكثر من سنة ونيّف، توضّح لكل المتابعين والمهتمين بالشأن السوري، بأنّ أنسب حساء هو ذاك الذي يحمل في جزيئاته شيئاً أو أثراً يمتّ بصلة لما ستفكّر به عقول المعارضين السوريين، لذا كان لابد من أن يُحضّر لهم هذا الحساء السحري الذي يشبه كثيراً ذاك المحلول الناتج عن حل صفحة كُتب عليها كلمات تعويذه أو حجاب أو كتابة مُميّزه ما منحلّة في كأس من الماء يُحضّره شيخ أو صاحب طريقة أو مُشعوذ ما ويشربه الناس الخائفين أو المرعوبين أو المُكتئبين أو قليلي الحظ أو سيّئي الطّالع أو التائهين في هذه الحياة، ليتخلّصوا من حالتهم اللاّطبيعية لعلّهم يُشفون منها فيعودون لرشدهم وصوابهم، وقياساً على ذلك وبعد التّأكد من حالة الاستعصاء والعقم الشّبه تام عند هؤلاء المعارضين المتصارعين في الدّوحة، وجدت بأن حساءً سحريّاً كالموصوف آنفاً هو آخر فرصة ذهبية للمعارضات السورية كي يتفتّق ذهنها وينبثق عنها ائتلافاً ما يجمعها قبل أن تخرج من الدّوحة وقد ازداد تفرّقها وتشتّتها أكثر مما كانت عليه قبل دخول الدوحة، وهكذا وجب عليهم تناول حساء الفرصة الأخيرة.
يتم تحضير حساء الفرصة الأخيرة المُخصّص لفريق المعارضات السّورية المُتصارعة في الدّوحة والتي ما تزال على الحلبة حتّى هذه السّاعة المُتأخّرة، يتم تحضيره بحل كل ما تحمله هذه المعارضات السورية من مبادرات وأفكار مكتوبة وما يتبعها من أوراق وصفحات مملوءة بالخربشات أو الملاحظات، التي يتأبّطونها عند دخولهم حلبة الاجتماعات، حيث يتم حلّها كلّها مُجتمعة في قدر من الماء وتُطبخ على نار هادئة في مطبخ فندق المعارضات السورية ومن ثم يتم تصفيتها والخروج بالحساء الكامل الشامل الذي يحوي في جزيئاته كل أفكار ومبادرات وطروحات وملاحظات وتداولات وخربشات المعارضات السورية المُتصارعة في الدّوحة، ويُقدّم لهم هذا الحساء ي أطباق حسب أذواقهم فيحتسونه بملاعق حسب اختيارهم ويتابعون الاحتساء كلّ على طريقته حتّى أن يأتوا على كل الحساء، وحينها سننتظر للصباح حتى نقرأ مفعول ودور هذا الحساء ومضاؤه في عقولهم وأثره على تفكيرهم وذهنيّتهم ومدى عودتهم لرشدهم وصوابهم ومدى إستيعابهم لعظمة الثورة وندرتها في التاريخ الإنساني وتفهّمهم لما يجري في سوريا ولهول المأساة التي تُواجه الشعب السوري العظيم بكل مكوناته وفي كل بقاع سوريا.
أدعو المعارضات السورية أن تتفاهم وتتوافق فيما بينها ولو على أدنى حد يكفل تجمّعها تحت خيمة واحدة فيها مُمثلين عن الناشطين والعسكر والسّاسة، وتضم كل المكونات السورية وبصوت واحد لكل منها وأن تكون المرأة مُكوّناً حصرياً وأن تُحترم حقوق كل هذه المكونات ولاسيّما القوميات الأصيلة في سوريا، وبأن يتشكل مجلس وطني ثوري سوري جامع لكل أو معظم المعارضات على أن يتألّف من الناشطين (50%) والعسكر (25%) والسّاسة (25%) وهؤلاء جميعاً هم من الداخل والخارج ويضمون أعضاءً من جميع المكونات، وأن يقوم هذا المجلس بإنشاء كل اللجان الضرورية لتقدّم الثورة ونجاحها مع العمل على رسم خارطة طريق لسوريا ما بعد سقوط النظام، أي العمل على المسار الأمني والاقتصادي والدستوري. وتحيا سوريا حرّة اتحادية ولكل السوريين.
معارض كوردي مستقل، 10/11/2012