 |
السبت 08 شباط / فبراير 2025, 08:28
|
|
حسني كدو:سوريا ما قبل الرمق الأخير
الأحد 26 آب / أغسطس 2012, 08:28 كورداونلاين

من هذه السيناريوهات أيضا , احداث توتر بين الكورد والكورد من جهة , وبين الكورد والعرب في كل من سورية والعراق
سوريا ما قبل الرمق الأخيرمن الصعب على الشعوب بشكل عام معرفة ما يجري في سوريا , في حال غياب وسائل الاعلام الحر, فحسب أراء عدد من المحللين السياسيين الذين يخدمون في السلك الديبلوماسي لدولهم هناك حرب أهلية , و غالبا ما تكون تحليلات الذين يعملون في السلك الديبلوماسي تابع لمنطق هذه الدول والهيئات الذين يعملون لصالحها , ولكن ثمة موقف مبدئي وثابت لدى جميع هولاء الساسة والدول بان النظام في سوريا لم يكن نظام وحكومة لكل السوريين بل كان نظام طائفي ظالم , استبدادي مخابراتي بامتياز شبيه جدا بتوأمه العراقي , ففي العراق (صدام حسين ) الأقلية الحاكمة السنية كانت تحكم في جميع مفاصل الحياة في العراق , الأقتصادية, السياسيةا الاجتماعية ,الفكرية و العسكرية وان صدام حسين لم يكن عادلا في ظلمه كما كان يشاع ,بل كان ظلمه موجه بالدرجة الاولى الى الكورد وثانيا الى الطائفة الشيعية وعلى مدى عقود من حكمه الدموي ,وان ما وقع من ظلم على الطائفة السنية (العربية)لم يكن ممنهجا ومخططا وانما كان نتيجة فوبيا الخوف من الانقلابات والاستيلاء على كرسي الرئاسة من هذه الجماعات البعثية. وكنتيجة حتمية لنظام بتلك الشكل والبشاعة حدث ما حدث للعراق .والسوأل ,هل ما يحدث في سوريا الأن هو نفس ما كان يحدث في العراق ؟ ان المتابع المحايد للاحداث يرى الامور بشكل مختلف نوعا ما .فالنظام السوري كان اكثر عقلانية وحكمة من توأمه العراقي . صحيح ان النظام كان نظاما علمانيا ولكنه كان طائفيا مغلفا برموز واسماء كبيرة عربية وسنية حزبية , كذلك لم يمارس النظام سياسات ممنهجة ضد الأغلبية من الشعب السوري بل كانت هذه الأغلبية مستفيدة ول أبعد الحدود من علاقاته مع النظام لذك لم يطلق على النظام الصبغة الطائفية سوى الجماعات المسيسة دينيا وحتى بعض هذه الجماعات تحالفت في فترة من الفترات مع هذا النظام وخير مثال دعم النظام المطلق لحماس , والجهاد الاسلامي والقاعدة في العراق , وبذلك صبغ النظام بصبغة وطنية ممانع , وبالمقابل مارس النظام ومنذ باكورة ايامه السياسات العنصرية والشوفينية ضد الأكراد ,وزاود على العروبة لارضاء العنصر العروبي القومي على حساب الكورد وشقاءهم.وما يجري اليوم في سوريا من قتل وتدمير وتهجير وخاصة في المناطق السنية يعطي الانطباع الطائفي ولكنه غير صحيح وهو نظرة سطحية وغير واقعية لسيرة وماضي هذا النظام الذي لا لون ولا دين له.هذه الأحداث التي انطلقت من درعا والتي كانت تعتبر من عظام الرقبة لحزب البعث وللنظام.فالنظام بأذرعه الأمنية المتعددة في سوريا أسس لحماية حكم العائلة من أعداء الداخل بغض النظر عن الطائفة أو الدين ام العرق فسياسة حزب البعث ومن في الحكم كانت ثابتة لم تتغيرالا في اسلوب معالجتها و من سيء الى أسوء.ولكن الصورة لدى حليف سوريا القديم وعدوه الحاضر مختلفة تماما فأردوغان وحزبه ينظرون للاحداث في سوريا من منظور أحادي الجانب , شبيهة بما كان يجري في العراق ولكن بصورة معكوسة , فهم يرون نظاما الحاديا, طائفيا همه الأكبر قمع المسلمين السنة وقتلهم. وكلمازادت النار والصراع في سوريا ترى الأغلبية التركية الواقع السوري بشكلها الأفضل وبصورة اكثر واقعية.المجتمع التركي ينظر الى الحالة السورية من عدة اوجه ,فالقوميين الترك يرون الحالة السورية تكرار للحالة االعراقية وما نتج عنه من تراكمات وانشاء فيدرالية في الشمال الكوردي العراقي. والمجتمع التركي ايضا فسيفساء متنوع ذات غالبية مسلمة سنية ويصعب عليها مشاهدة أخوانهم المسلميين يقتلون بأيد نظام لا يرون فيه من الاسلام شيء ,وهذا ما يروج له اعلام حزب التنمية والعدالة .وهناك الطائفة العلوية والعلمانين والليبرالين الذين ينظرون الى الاحداث من منظور مختلف , ويرون ظلم النظام في قمع شعبه وبنفس الوقت لن يسكتو ولن يقفوا مكتوي الأيدي عما يجري لحليفهم في سوريا وفي الخفاء.وهناك الكورد الذين انضموا الى الثورة منذ يومها الأول على جانبي الحدود و المهمشين تقليديا من انظمة الحكم في جميع أماكن تواجدهم يقومون بمظاهرتهم ويطالبون باسقاط النظام وجميع رموزه سلميا ويعقدون الاجتماعات مع المكونات السورية المختلفة لحماية مناطقهم والسلم الاهلي هناك. ويمدون يد العون لاخوانهم الفارين من مناطقهم خوفا من بطش النظام.ولا يعكر هدوء منطقتهم سوى بعض التراشقات هنا وهناك وترويج وسائل الاعلام السوري والتركي والعروبي الحاقد للدور الكوردي المبالغ فيه لدرجة دق ناقوس الخطر لدى اوساط القوميين الترك ومطالبتهم أردوغان بالتدخل في الحالة السورية عسكريا واحتلال المناطق الكوردية المتاخمة لحدودها.وحسب الصحافة التركية هناك سيناريوهات اخرى محتملة في سوريا , تماشيا مع ما يحدث في العراق , فما جرى في العراق على طول الطائفية الدينية و الانتماءات العرقية هو بمثابة نذير يمكن توقعه في سورية. حيث ان التفجيرات الرهيبة التي وقعت في العراق في الأونة الأخيرة تنصب في هذه الخانة وتتزايد الأدلة بان هذه التفجيرات ليست مستقلة عن الأحداث في سورية ¸كما تقف الامور,فالقاعدة تقول انها تريد اقامة جمهورية اسلامية تشمل على عاصمة الأمويين والعباسيين معا. ومن هذه السيناريوهات أيضا , احداث توتر بين الكورد والكورد من جهة , وبين الكورد والعرب في كل من سورية والعراق , ومن شأن هذا أن يضيف بعدا جديدا للصراع ليس فقط في سوريا بل في كل المنطقة مما قد يستدعي التدخل الخارجي , كما ان هناك احتمالا ان االعلويين والمسيحيين و انصارهم من العلمانين والذين يشكلون ربع سكان سوريا سوف يعملون معا ضد العدو المشترك وسيحاولون النحت وانشاء أقليمهم العلماني على طول الساحل السوري. وهذا من الواضح سيعجل بتقسيم البلد وهذه من اكبر مخاوف تركيا.من جهة أخرى , الحكومة التركية سوف لن تجلس وتراقب الوضع وتطوراتها بالنسبة للكورد الموجودين على الجزء الشمالي من الحدود مع تركيا ويرون التدخل العسكري من حقهم الطبيعي. خاصة بعد ازدياد حدة الصراع بين حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي واتهامها لسوريا بانفجار غازي عنتاب ودعمها لعناصرلعناصر مؤيدة للحزب المذكور في سوريا وتركيا . غير ان أية عملية عسكرية تقوم بها تركيا ضد الكورد و ضد عناصر مؤيدة ل p kk داخل سوريا, مرتبط بجر البلاد الى مغامرات جديدة وغير مرحب بها و الذي لا تدمر التقارب الجاري مع اكراد العراق فحسب بل ايضا الى تفاقم المشكلة الكردية في تركيا.ومع وضوح الصورة الكبيرة لما يجري في سورية تركيا, يبدو ان أي من الخيارات في البلاد لا تصب في صالح تركيا.وسيبقى الانظار متجهة لما يحدث على الأ{ض من تطورات واحداث ليست في الحسبان وان التفكير في التدخل الخارجي الغربي والتركي اصبح ضرورة عالمية خاصة بعد ان كشف النظام عن غباءه السياسي في كشفه لاسراره للسلاح الكيميائي , وعن تجاوز عدد اللاجيئن لطاقات وامكانيات دول الجوار ,وامكانية امتداد الصراع الى لبنان والدول الاقليمية المجاورة.
|
417.
مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا
|
|
|
|