هذا الصراع رغم تحقيقه لنتائج و نقاط لصالح تبلور الوعي الكردي كان داميا و ثقيلا, حمل لنا الكثير من الأخبار المؤلمة, رفاق يعجز اللسان عن وصفهم فقدناهم,
دربٌ مؤلم شاق
كثيرُ الصعابِ و المتاعبِ و التآمرِ..., ربما هو قدر الكورد أن يعيشوا مع الأسى و
فقدان الأعزاء و الأحبة. اليوم نشهد من جديد فقدان قياديا آخر وهب حياته قربان
لحرية شعبه, صادق كوباني و مجموعة من اسود شعبنا استشهدوا في نوروز الحرية؛ ربما
القدر لم يكتفي بعدُ من قرابين الحرية فما كان إلا أن فتح ذراعيه لأرواح طاهرة
نقية تصعد السماء؛ فلا اجتماع بين متناقضين في الروح و الطهارة.
إن المقدمات السياسية
القديمة المتجددة و المستمرة التي يستهل بها الجيش التركي و حكوماته سواء أكانت إسلامية
أو علمانية "لا للشعب الكردي لا للتكتل الكردي لا للقيادة الكردية و تنظيمها
- نعم للكردي الخانع و المبعثر تائه الهوية" إستراتيجية تركية لم تتغير و لن
تتغير, و التعويل على تغيرها بغير ضرب لاءاتها؛ لن يكون الحلُ حلا و لن يكون بمستوى
تضحيات شعبنا و حركته التحررية و شهدائه. يتحدثون عن مشروع الانفتاح الديمقراطي!!!؟
و لأجله يسخرون تائها هنا و آخر هناك ممن لفظهم مجتمعهم بعيدا لأنهم فضلوا مصالحهم
الشخصية على حقوق شعبهم المهضومة, هؤلاء ليسوا إلا نماذج على شاكلة ميلشيات أنطوان
لحد و عملاء فيتنام الجنوبيين الذين دُعموا من قبل إسرائيل و أمريكا و مع انتهاء
صلاحيتهم تم رميهم في سلال المهملات. على مر تاريخ حركات التحرر الكردستانية منذ
بداية القرن المنصرم و ثنائية "الوطنية – الخيانة و العمالة " لازمت كل
حركات التحرر في أجزاء كردستان من شرقها إلى جنوبها و شمالها, كان لها اثر ليس من
حيث كسر القوى المعادية إنما أوجدت شرخا في المجتمع الكردي اجتماعيا و ثقافيا, و
اليوم ما نشهده من دفع لتلك النماذج ليس إلا تأكيدا لمدى الأثر الذي تركته سياسات الأنظمة
المهيمنة على كردستان في وعي بعض فئات مجتمعنا و تأثيرها على شرائح اجتماعية كان بالإمكان
الاستفادة منهم في مسيرة الصراع على نيل الحقوق المشروعة لشعبنا. رغم كل ذلك لا يزال
شعبنا و حركته التحررية مصمما على كسر و فك رموز الخنوع و الإذلال التي فرضت على
ذهنيته و تفكيره؛ و التي أبعدته عن حقيقته التاريخية و الاجتماعية. هذا الصراع رغم
تحقيقه لنتائج و نقاط لصالح تبلور الوعي الكردي كان داميا و ثقيلا, حمل لنا الكثير
من الأخبار المؤلمة, رفاق يعجز اللسان عن وصفهم فقدناهم, و قائدا مفكرا حرمنا منه
لسنوات و اليوم تفرض عليه عزلة مشددة؛ فضلا عن القمع و الترهيب والقتل مرادفات
باتت في قاموس مسيرة الحرية مقدمة نستهل بها حياتنا و صراعنا.
الشهيد صادق
فقدانك ترك أثرا في نفوسنا..., أيها العزيز يا من رحلت مع رفاقك الميامين كنت صادق
العهد لم تتخلى عنه التزمت به و سرت على درب شهداء الحرية. ستكون اليوم ضيفا على
رفاقٍ أوفياء صدقوا وعدهم, ستكون ضيفاً عزيزاً على العزيز و الغالي رستم جودي فلا
تنسى أن تنقل له أشواقنا و محبتنا لأنه لا يسمع سوى الطاهرين... فلا تنسى سلامنا.
رودي عثمان-
7\4\2012