الأحد 09 شباط / فبراير 2025, 06:39
في ذكرى اعتقال القائد والمفكّر الكوردي عبدالله أوجآلان




في ذكرى اعتقال القائد والمفكّر الكوردي عبدالله أوجآلان
الإربعاء 15 شباط / فبراير 2012, 06:39
كورداونلاين
في الخامس عشر من شباط عام 1999 تكاتفت أكثر من ست عشرة دولة في مؤامرة اعتقال القائد الكردي أوجآلان, والدور الرئيس كان لشبكة الاستخبارات الاسرائيليّة الموساد

ربما هو قدَر الشعب الكوردي أن يتخلّى الجميع عنه في النهاية, لتبقى الجبال وحدها أوفى الأصدقاء, فدائماً كان الشعب الكوردي عرضةً للغدر والألاعيب والمؤامرات,

 وكلّ الوعود التي كان يتلقّاها الكورد من شركائهم في الوطن أو من بعض الدول الأخرى كانت تذهب أدراج الرّياح, وتأتي الطعنات من الخلف لتكبو الخيول المُيَمّمة

 شطر الحريّة و يبقى الكورد بانتظار أملٍ جديد.
منذ أوّل ثورة كورديّة في وجه السلطان العثماني مراد الأول عام 1574 ومروراً بعشرات الثورات الشعبيّة التي هبّت في وجه الطغيان والظلم

 على مرّ القرون الخمسة الماضية وحتّى يومنا هذا, يتعرّض الكورد للخيانة والطعنات وتتعرّض ثوراتهم للانتكاس. فباتت ذواكرنا مثقلة بأصورةٍ ملفوفة بالقتامة والغبن,

 ينقلنا التأريخ لحافّات النسيان وسرعان ما يُزهرُ ربيعٌ ما في بقعةٍ ما من الوطن, ليعيدنا هذا الربيع إلى قلب التاريخ مجدّدا, وهكذا كلّما يتمّ قتل الربيع يتجدّد فينا ربيع آخر,

 وكلّما يتمّ إعدام زهرة تتبرعم بتربتنا آلاف الزهور.
في كلّ مرّة يتمّ إسقاط فرسان الكورد برماح الغدر, ويتمّ اغتيال الحلم في المهد أو بعد حين, وفي كلّ مرّة يحيّدون قادة الكرد رمياً أو طعناً أو إعداماً أو تسميماً

 أو إلقاءً في غياهب الأبد. ها هم ماثلون أمام أنظارنا, نقرؤهم كروايات لم تنتهي فصولها بعد, ها هو الشيخ سعيد بيران وكذا اسماعيل سمكو وسيّد رضا وإحسان نوري باشا,

 كلّ هؤلاء تمّت تصفيتهم والقضاء على ثوراتهم, وتمّ الغدر بهم بعد الوعود الكاذبة.
قاسملو!! مازالت فيينّا تسيل نجيعاً, مازال دويّ الرّصاص يخترق عنان سماءها, الرّصاصة لم تقتله, وإنّما أحيت في الكورد ما كان مشارفاً على الفناء. والبيشمركه الخالد

 مصطفى بارزاني ما زال يسرد حكاية صداقة الجبال وغدر البشر, والقاضي محمّد قنديلٌ مازال معلّقاً بهامة السماء نوراً للحريّة.
واليوم يسدل الستار على عام آخر من أعوام العزلة على القائد والمفكّر الكوردي عبدالله أوجآلان, مضى ثلاثة عشر عاماً على اعتقاله في جزيرة نائية في بحر مرمره,

 وذلك بعد تعرّضه لمؤامرة دولية دنيئة استهدفته واستهدفت بذلك كلّ الشعب الكردي الصّامد في وجه المِحن. فهناك في ( إيمرالي ) ثمّة بريق أملٍ فليتلقّفه أحرار العالم,

 هناك في (إيمرالي ) ثمّة فارسٌ كورديّ يكافح من أجل الإنسان.
في الخامس عشر من شباط عام 1999 تكاتفت أكثر من ست عشرة دولة في مؤامرة اعتقال القائد الكردي أوجآلان, والدور الرئيس كان لشبكة الاستخبارات

 الاسرائيليّة الموساد وكذلك الاستخبارات الأمريكيّة ال سي آي أي, وتركيا فقط قامت باستقباله مكبّلاً ومخدّراً, فتركيّا لم تستطع وخلال أكثر من عقدين من الزمن القيام باغتياله

 أو خطفه رغم العديد من المحاولات الفاشلة. بهذه العمليّة البوليسيّة الرخيصة يغتال العالمُ مرةً أخرى صوت الشعب الكوردي وحلمه بالحريّة ,ويعيد التاريخ نفسه,

 وتستمر حلقات التآمر على الشعب الكوردي ليجترع آلامه وحيداً دونما أصدقاء.
إنّ عمليّة اختطاف واعتقال القائد الكوردي أوجآلان يُعدُّ وصمة عار على جبين الانسانيّة, وخرقٌ فاضح لكلّ العهود والمواثيق, إلّا أنّ هذه العملية لم تثنِ الكورد

 عن نضالهم من أجل الحريّة والكرامة رغم كلّ المؤامرات التي حيكت وما تزال تحاك ضدّهم, بل هم الآن أكثر إصراراً على السلام والحريّة أكثر من أيّ وقتٍ مضى. 


أحمد يوسف 

كاتب كوردي سوري 

الدانمرك

542.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات