الأحد 16 شباط / فبراير 2025, 19:57
هادي درابيه :موسكو تعزز تواجدها العسكري والأمني في سورية




هادي درابيه :موسكو تعزز تواجدها العسكري والأمني في سورية
الإثنين 13 شباط / فبراير 2012, 19:57
كورداونلاين
أشارت تقارير إلى أن النقاش الذي دار بين الضيفين و بشار الأسد، قد تناول مشروع إعادة تفعيل محطة التنصت المتواجدة على جبل قاسيون، والتي كانت محطة سوفيتية قديمة

* هادي درابيه

تزايد الحديث أخيرا، عن الدور الروسي العسكري المباشر في سورية والمساعدة التي تقدمها موسكو للسلطات من أجل تعزيز موقفها في مواجهة التطورات الميدانية والضغوط الخارجية.

وقالت وسائل إعلام أن السبب المباشر لانضمام رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي ميخائيل فرادكوف إلى وزير الخارجية سيرغي لافروف في زيارته الأخيرة إلى سورية، كان تنسيق الموقف الروسي مع الأجهزة الأمنية في سورية، التي ترى موسكو أنها حائط الصد الأساسي لحماية النظام، واشتمل ذلك على نقل معطيات ومعلومات وخرائط وصور التقطت عبر الأقمار الاصطناعية تظهر عليها مواقع تمركز المعارضين السوريين.

 

لكن الدعم العسكري والمعنوي المباشر لم يكن وحده المطروح للنقاش خلال زيارة المسؤولين الروسيين إلى دمشق، إذ أن ثمة تطورا في محاولات موسكو الإفادة القصوى، من الوضع السوري لتعزيز تواجدها العسكري - الأمني في منطقة حوض المتوسط.

 

وأشارت تقارير إلى أن النقاش الذي دار بين الضيفين والرئيس السوري بشار الأسد، قد تناول مشروع إعادة تفعيل محطة التنصت المتواجدة على جبل قاسيون، والتي كانت محطة سوفيتية قديمة ترهلت مع مرور الزمن، لكن موسكو تسعى إلى استعادة دورها، على أن تكون موجهة هذه المرة ليس ضد إسرائيل كما في السابق، بل لرصد ومراقبة تحركات القوات الغربية في المنطقة.

 

وذكرت وسائل إعلام أن جهات سورية معارضة، وجهت تحذيرات لقيادة "الجيش السوري الحر" من أن الاستخبارات الروسية قد زودت النظام السوري بصور ومعلومات إحداثية عن الأماكن التي يتواجد بها "الجيش الحر".

 

وكانت معلومات نقلتها صحف فرنسية عن أحدى الشخصيات السورية المتواجدة بفرنسا والتي تملك "علاقات طيبة بالقيادة السورية"، أفادت بأن زيارة المسؤولين الروسيين إلى دمشق، ولقائهما بالأسد، كانت من أجل مساومته على إعادة تشغيل محطة تجسس سوفيتية على جبل قاسيون، مقابل مواصلة دعم النظام السوري من قبل موسكو.

 

أيضا تحدثت مصادر إعلامية عن وجود عدد كبير من الجنود الروس ومن رجال المخابرات، الذين وصلوا بشكل سري إلى سورية، وذلك من أجل إدارة الأزمة هناك، ودراسة إمكانيات المساومة، وتوجيه النظام السوري، الذي "لا يقوم بأي خطوة عسكرية، دون موافقة موسكو"، حسبما أفادت "شخصية مطلعة على خفايا عائلة الأسد"، لصحيفة " لو فيغارو" الفرنسية.

 

فيما أفاد محللون بأن احتمال أن يكون الدعم الروسي للرئيس الأسد، مقابل إعادة تفعيل محطة التجسس، أمر جائز، إذ أن روسيا وعلى مستويين دولي وإقليمي، تفقد الآن عناصر قوة عديدة، ومحطة التجسس هذه، ستمكن موسكو من مراقبة تحركات حلف شمال الأطلسي في منطقة المتوسط، ناهيك عن تواجدها القوي في منطقة إستراتيجية هامة، على خريطة الحراك السياسي والاستراتيجي.

 

كما ووردت أنباء تفيد بأن روسيا تعمل على خطة بديلة في سورية، من أجل تغيير بعض أركان الحكم هناك، دون أن تفقد سيطرتها وتحالفها مع القوة الحاكمة في هذا البلد.

 

إذ أن تقاريرا أفادت بأن عناصر من المخابرات الروسية يتواجدون في سورية، بدأوا بإعادة هيكلة حزب البعث السوري الحاكم، من أجل تهيئته للحفاظ على ثقله وسيطرته، في ظل مرحلة التعددية الحزبية التي ستشهدها سورية.

 

وجاءت تصريحات نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف التي صدرت يوم الخميس 9 شباط (فبراير)، لتؤكد بالفعل بدء روسيا بتنفيذ خططها في المنطقة.

 

فلفت أنتونوف إلى وجود "تعاون عسكري – تقني مكثف بين روسيا وسورية"، وقال بكل صراحة :إن خبراءنا متواجدون في مواقع ومنشآت عسكرية مختلفة في تلك المنطقة، التي تعتبر، في رأينا، "ذات أهمية مستقبلية كبيرة على صعيد التعاون العسكري الدولي".

 

وتابع أنتونوف قائلا: "إن الوضع المتقلب والمضطرب في الشرق الأوسط يجعل قيادة المؤسسة العسكرية الروسية تفكر مليا في كل خطوة محددة قد تتخذ هناك".

 

وذكر أن وزارة الدفاع الروسية تسجل قسوة النقاشات الدائرة في مجلس الأمن الدولي بنيويورك في الشأن السوري، ونحن نمد يد العون لزملائنا في وزارة الخارجية، معتبرين مثلهم أنه من الضروري عدم السماح بحدوث أي تدخل عسكري في سورية".

 

وفي حديث لـ"أنباء موسكو"، قال المحلل العسكري الروسي فيكتور ليتوفكين رئيس تحرير جريدة "فوينويه ابوزرينويه" (الشاهد العسكري)، " لا يمكنني أن أتحدث عن مهمات رجال  الأجهزة الخاصة فهذا أمر لا يتم التصريح به، لكن المعروف أن 150 عسكريا روسيا يتواجدون بشكل دائم في قاعدة طرطوس السورية، ومن الصعب التكهن بوجود عدد آخر في حال تم إرسالهم في الفترة الأخير".

 

وأضاف ليتوفكين "نحن ننفذ عقودا موقعة مع دمشق ولا شيء يمنع موسكو من التقيد بالتزاماتها، ولروسيا ثمانية مليارات دولار هي ديون عسكرية على سورية وسوف نخسرها إذا سقط النظام، لقد خسرنا في ليبيا أربعة مليارات وفي العراق 12 مليارا قبل ذلك، إذا سقط النظام أنظروا ماذا يجري حاليا الأسد يحارب الإرهابيين في حمص، إذا سقط النظام سيأتي الإسلاميون إلى السلطة والغرب أيضا سيخسر مثلنا".

 

ونفى خبير العسكري أن تكون روسيا راغبة في الخيار العسكري، قائلاً: "علينا أن نفهم برغم كل شيء أن روسيا لن تخوض حربا للدفاع عن النظام".

 

وقال: "لا تتوقعوا أن تنطلق الحرب العالمية الثالثة من سورية، وبرغم أهمية العلاقة مع بلد يعتبر واحدا من الشركاء التجاريين، لكن ليس علينا أن ننسى أن روسيا لن تخسر كثيرا" وأضاف : "لدينا حلفاء وشركاء في المتوسط نواصل العمل معهم، بينهم اليونان وقبرص والجزائر، وفي المحصلة بعد انحسار الموجة الحالية كثيرون في المنطقة سوف يعودون للحصول على الأسلحة الروسية والمعدات والتقنيات".

 

وأكد ليتوفكين أن عددا من بلدان المنطقة اعتمد أصلا في تسليحه على روسيا، وهو "سيواصل ذلك رغم أي تطور".

 

* "أنباء موسكو"

426.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات