قدم رئيس البلد استقالته وسلم السلطات إلى نائبه بعد مرور ثلاثة أسابيع على اندلاع احتجاجات ضد سلطته.
وقف محمد نشيد أمام شاشة التلفزة وقال: استمراري في السلطة قد يؤدي إلى استخدام العنف ضد الشعب
* رائد جبر
من سمع ببلد اسمه جزر المالديف؟ كل ما يعرفه
العالم عن هذه الجزر الساحرة، أنها تضم أجمل المنتجعات السياحية، وأن العدد الأكبر
من سكانها مسلمون، لكن لم تظهر عندهم لا "قاعدة" ولا "طالبان".
برز اسم هذا البلد فجأة في عالم السياسة، فهو
كان يتردد غالبا على صفحات مجلات الدعاية السياحية وليس في مكاتب ودهاليز الدبلوماسيين،
قبل أن يقع الحدث الذي لفت الأنظار...قدم رئيس البلد استقالته وسلم السلطات إلى نائبه
بعد مرور ثلاثة أسابيع على اندلاع احتجاجات ضد سلطته.
وقف محمد نشيد أمام شاشة التلفزة وقال: استمراري
في السلطة قد يؤدي إلى استخدام العنف ضد الشعب!
...واعتبر ذلك كافيا كي يلملم أوراقه ويرحل.
لم يهدد الشعب الذي يتكون في غالبيته من صيادي
السمك، بأنه سيرميه طعما للحيتان، ولم يكتشف فجأة أنه يحكم شعبا من "العصابات
المسلحة" و"المندسين".
لم يصف المتظاهرين الذين أعلنوا اعتراضهم على
سياساته الاقتصادية والاجتماعية بأنهم "جرذان" و"رعاع".
غادر الرئيس المنتخب فعلا -وليس على طريقة زملائه
العرب- قصره لأنه خشي أن تنزلق البنادق نحو صدور المتظاهرين، إذا ما تشبث بالعرش.
هكذا تعلّم جزر المالديف الدولة الصغيرة الواقعة
في بقعة بعيدة عند خط الاستواء في المحيط الهندي،
حكام العرب درسا في الوطنية و...الأخلاق.
كان العرب يسمون هذه الجزر في قديم الزمان ذيبة
المهل أو محلديب، ويرى البعض أن هذه التسمية بالتحديد هي التي حرفت مع مرور السنوات
لتغدو مالديف.
وتقول كتب التاريخ إن أول ظهور لحياة في هذه
الجزر، بدأ في القرن الخامس قبل الميلاد، أي أنها حديثة العهد بالمقارنة مع كل البلدان
العربية، التي نسي بعض حكامها بأن عمر الأوطان أكثر من سبعة آلاف سنة، أما عمره على
الكرسي فهو بضعة عقود بائسة سيرميها التاريخ في زاوية حزينة من أدراجه.
قد يكون على العرب أن يوجهوا رسالة شكر وتحية
إلى محمد نشيد، أو رسالة تأييد بالدم على طريقة الأنظمة القمعية التي قتلت شعوبها بوحشية
غير مسبوقة، لأنهم تظاهروا.
محمد نشيد قال إنه سيرحل...لم يرفع وزير خارجيته
أصبعا في وجه العالم، ولم يهدد بمحو أوروبا عن الخريطة.
ولم يهدم جيشه مدينة على رؤوس أهلها، لأنهم عارضوا
نظامه وقالوا له ارحل.
لم يصنع حماة مالدافية ولا حمص ثكلى في المحيط
الهندي.
شكرا محمد نشيد! ....لماذا لا تفكر يا رجل، بأن
ترشح نفسك لانتخابات الرئاسة المقبلة في بلد عربي؟
عن
"أنباء موسكو"