الأحد 09 شباط / فبراير 2025, 20:04
مصطفى عثمان :مؤتمر تونس مراوحة في المكان و اقصاء للآخر




مصطفى عثمان :مؤتمر تونس مراوحة في المكان و اقصاء للآخر
السبت 24 كانون الأوّل / ديسمبر 2011, 20:04
كورداونلاين
ن الطبيعة الاستعلائية و الاقصائية للمجلس الوطني السوري و التي يمارسها بفظاظة مع بقية مكونات المعارضة السورية تأتي نتيجة لبنية مكوناته التي تتألف من مجموعات دينية مغلقة

بعد مرور أكثر من تسعة اشهر على الثورة السورية و اختفاء المئات من المواطنين المعارضين للنظام السوري و اعتقال الالاف من شباب الثورة و سقوط الالاف من الشهداء بآلة القتل البعثية و الاسدية , وفي ظل محاولات النظام جر سورية إلى حرب أهلية طائفية لا بل جر المنطقة بأكملها إلى بؤرة للحروب و الدمار , تعمل قوى المعارضة السورية و بكافة انتماءاتها السياسية و الاجتماعية و القومية إلى بذل المزيد من الجهود لتوحيد صفها و كلمتها ضد هذا النظام الذي فقد كل المعايير و المقاييس الانسانية و في هذا الاطار انعقد مؤتمر ما يسمى بالمجلس الوطني السوري في تونس , المؤتمر الذي كان الشعب السوري و قواه الحية ينتظر منه نتائج أكثر واقعية و عملية لرأب الصدع بين أطراف المعارضة و استيعاب المرحلة بكافة عناصرها و جزئياتها , كانت النتائج و كما كانت متوقعة مخيبة لآمال الكثيرين من الشعب السوري .


إن الطبيعة الاستعلائية و الاقصائية للمجلس الوطني السوري و التي يمارسها بفظاظة مع بقية مكونات المعارضة السورية تأتي نتيجة لبنية مكوناته التي تتألف من مجموعات دينية مغلقة و هي الاكثرية مع أخرى قومية عروبية و مغامرة ذات خلفيات عنصرية و بعض من الشخصيات الكردية غير المسؤولة التي ما دأبت أن تنصب نفسها الممثلة الوحيدة للشعب السوري و ثورته مستغلة بذلك الدعم المادي و الاعلامي اللامحدود من قوى اقليمية ذات توجهات دينية غير واضحة و لا مصداقية واضحة لها حتى الآن من الثورة  كتركية مثلاً  و بعض دول الخليج العربي و على رأسهم دولة قطر في حين أن معطيات الثورة السورية وقواه الشبابية و التنسيقيات تشير إلى أن هذا المجلس لا يمثل سوى قوى سياسية و شبابية معينة وهو ليس بالحجم الذي تصوره بعض الوسائل الاعلامية العربية القريبة منه و الداعمة له , و أن هناك الكثير من القوى السياسية السورية العلمانية و القومية الديمقراطية من كردية و عربية و آشورية و تركمانية و شركسية لها الدور الكبير في عملية الحراك الثوري على الساحة السورية . إن هذا السلوك غير المسؤول   يؤثر بشكل أو بآخر على المنحى الايجابي و المتفاعل للثورة السورية و بالتالي تقلل من فرص التقارب و توحيد المعارضة السورية في إطار تنظيمي واحد و أكثر فعالية و تأثيراً في المجرى السياسي و الثوري للثورة و يغير الاتجاه و المطلب الحقيقي الذي قامت من أجله الثورة .


إن ما جاء في المؤتمر الصحفي لرئيس المجلس الدكتور برهان غليون و الذي أعيد تعينه عقب انتهاء المؤتمر.....!!! فضلاً عن البيان الختامي للمؤتمر كان مخيباً للآمال , فالمجلس الوطني السوري لم يرسم رؤيته المستقبلية بالشكل المطلوب و الواضح من جميع القضايا الوطنية و الديمقراطية التي تنتظر الحل و التي من شأنها أن يترتب عليها نتائج سلبية على المستقبل السوري و لعل من أهم القضايا التي لم يحسمها المجلس بالشكل العملي و الواقعي هي قضية القوميات في السورية كالقضية الكردية و الآشورية و السريانية و التركمانية و الشركسية سوى بجملة واحدة أو جملتين غير معرّبة و غير معرفة على الأقل بالمعنى القانوني لها فــجملة  " الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي " او غيره من الشعوب و التي جاءت في سياق نص البيان الختامي للمؤتمر لا يعتبر أساسا دستورياً لأي دستور سوري جديد قادم بل هي و على ما يبدو التزام أخلاقي من القائمين الفعليين على المؤتمر لإرضاء المجموعات القومية  الحاضرة في هذا المؤتمر و منها الكردية ولعل هذا ما يؤكد أن التصريحات التي أدلى بها السيد برهان غليون و أصدقائه من جماعة الاخوان المسلمين " رياض شقفة " بشأن الاقليات و أن سوريا هي اسلامية لم تكن عفوية أو عدم معرفة بالحقيقة كما أشاع البعض من أعضاء هذا المجلس و هذا ما يؤكد أيضاً الدور التركي في رسم سياسة هذا المجلس و خاصة فيما يتعلق بقضية القوميات الموجودة في سوريا و بالذات منها القومية الكردية التي قال فيها كنعان ايفرين " لو انشأت دولة كردية في جنوب أفريقيا سنحاربها " .


كيف يمكن لهذا المجلس تبني هذه القضايا القومية الديمقراطية في المستقبل و هو لا يستطيع و للأسف حتى الآن قبول الآخر المختلف و لا يستطيع لم الشمل السوري المعارض و هو يدعي أنه الاقوى و الممثل الوحيد للشعب السوري إنها إشارات استفهام نضعها على طاولة المجلس الوطني السوري , إن ما طرحه مؤتمر المجلس الوطني السوري في تونس عبر استدعاء ما تسمى قوات الردع العربية  إلى سورية لحماية المدنيين السوريين  دليل على عدم قراءة المجلس الوطني السوري و القائمين على المجلس الواقع أولاً و التاريخ ثانياً بشكل علمي و منهجي سليم , فالواقع العربي المتباين المواقف من النظام السوري بين مؤيد له و بكل وضوح " الجزائر , السودان , لبنان حزب الله  ,  العراق المالكي  "  و هي قوى تسبح في الفلك الايراني الحليف القوي للنظام السوري  و معارض له " دول الخليج العربي باستثناء اليمن "  المعارضة للسياسات الايرانية في المنطقة و التي تنسجم مواقفها مع تركيا , و دول أخرى لا حول و لا قوة لها و لا ننسى موقف مصر غير الواضح تماماً حتى الآن لا يؤهل " الواقع العربي "  لا يؤهل و لا بأي شكل من الاشكال طرح هكذا مشروع لأن القضية حقيقة ستأخذ منحى خطير آخر قد تقلب الامور عكساً سيدفع الشعب السوري  ثمن هذه الحسابات الخطأ .


ثم كان على المجلس أن يحدد موقفه على الأقل من هذه التسميات التي يطلقها الجيش السوري الحر على كتائبه و التي لا دلالات وطنية أو سياسية لها بل دلالات مذهبية دينية لا علاقة لها بالأهداف الذي أسس من أجله هذا الجيش  , تلك التسميات التي لا تثير قلق فقط لدى بعض شرائح المجتمع السوري غير المسلم  لا بل لدى القوى الديمقراطية و الليبرالية العالمية و الاقليمية .


:::::::::::::::::


·        رئيس المجلس الديمقراطي السوري - الدنمارك

550.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات